مرت شهور ستة على عودة الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض، عاشت فيها علاقته بالحلفاء التاريخيين في القارة الأوروبية أصعب مراحلها، في ظل التباين الواضح بين مساعي ترامب الحمائية المقدمة لمصلحته الوطنية على السعي الأوروبي لإدامة العلاقة بالطريقة المعهودة.

وفي أروقة دوائر القرار الأوروبي، يحث المسؤولون الخطى نحو تشكيل موقف موحد مستعصٍ على ما يبدو، خصوصًا بعد عودة ترامب خلال الأيام الماضية لفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات الاتحاد اعتبارًا من فاتح أغسطس.

ويتسم الموقف الأوروبي بتباين بين أنصار الاتفاق المشتمل على تنازلات، بقيادة ألمانيا، ودعاة المواجهة حفاظًا على المصالح الأوروبية، بزعامة فرنسية، تدعو لإجراءات مضادة حماية للوظائف والشركات في أوروبا.

والوضع الحالي، وإن كان بعنوان اقتصادي بحت، إلا أنه يكتنز في طياته تباينات سياسية جمة، أعقبت إغلاق ترامب حنفية الدعم اللامشروط بضغط من إكراهات العجز المالي وتفاقم المديونية، ما أفاق الأوروبيين على انكشاف أمام تحديات لم يعد بد من مواجهتها في الخطوط الأمامية.

"محاولات الأطفال معالجة علاقتهم بالوالد السكير"، هكذا باتت تصف صحف غربية عدة العلاقة الجديدة بين أميركا وحلفائها الأوروبيين في ظل الوضع غير المسبوق، إذ يشير مقال لنيويورك تايمز إلى أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا اضطروا للعمل على خلق كيان جديد تحضيرًا لمرحلة ما بعد رعاية العم سام.

تقرير: إبراهيم العادل