Mask
Logo

متفرقات

التوترات في سوريا ترفع حدة المنافسة بين أنقرة وتل أبيب

2025-07-18

تدفع أحداث السويداء جنوبي سوريا وما تلاها من ضربات إسرائيلية عنيفة بقلب العاصمة دمشق إلى تأجيج صراع تركي إسرائيلي يتبلور على الأرض السورية، مما لا شك فيه أنه منذ سقوط نظام البعث دخلت العلاقات بين الجانبين محطة جديدة من التوتر، عنوانها التنافس لملء الفراغ الذي تركه انحسار النفوذين الروسي والإيراني. 

وذاك تنافس عكس تفاوتًا كبيرًا في الأهداف لكل من أنقرة وتل أبيب، ما وضع الجانبين على حافة صدام مباشر محتمل، رغم تشديدهما في أكثر من مناسبة على عدم رغبتهما في وقوع مثل هذا الصدام.

وفي مواجهة مساعي أنقرة لتعزيز علاقاتها مع الحكومة السورية الجديدة، قامت إسرائيل بخطوات استباقية، تمثلت بشن عشرات الغارات على قواعد ومعدات عسكرية سورية، كان من بينها قاعدة "تي 4" شرقي حمص، بعد تقارير أفادت بأن تركيا بدأت العمل على تحويلها إلى قاعدة تابعة لها، في ظل خشيتها من سيطرة إسرائيل على الأجواء السورية من الجنوب إلى الشمال.

لكن محادثات في أذربيجان بين مسؤولين من الجانبَين سعت إلى إيجاد آلية لمنع وقوع حوادث أو صدام في سوريا، وفتح قناة اتصال لتجنّب سوء الفهم، ما خفّض من حدة التوتر، قبل أن تعيد أحداث السويداء رفع منسوبه مجددًا، وإن كان على مستوى التصريحات حاليًا، حيث وصف أردوغان إسرائيل بالدولة الإرهابية وقال إنها تسعى إلى إثارة الفوضى في سوريا وتقسيمها، فيما أكد وزير خارجيته هاكان فيدان أمام مجلس الأمن أن صبر بلاده تجاه إسرائيل بدأ بالنفاد.

وفي الوقت الحالي، تركز تركيا مساعيها على تحقيق هدف رئيسي هو منع تقسيم سوريا، ودفع قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي إلى ترك سلاحها ودمجها في الدولة السورية، وبالتالي منع أي تطورات سلبية بالنسبة لها تتعلق بالقضية الكوردية.

في المقابل تشمل أهداف إسرائيل المعلنة وغير المعلنة تحويل الجنوب السوري إلى منطقة منزوعة السلاح، وإنشاء منطقة عازلة تمتد إلى مشارف دمشق، وهي تعتمد في ذلك وفق كثيرين على استغلال الفوضى لزيادة تأثيرها في سوريا، ما يثير القلق لدى دول الجوار، بما فيها تركيا.


تقرير: نادر علوش


Logo

أخبار ذات صلة