على صفيح ساخن تعيش محافظة السويداء في الجنوب السوري بعد أحداث دامية شهدتها في الأيام الماضية واشتباكات بين مكوناتها المحلية والقوات الأمنية.

ويعكس مشهد هشاشة التوازنات الطائفية والاجتماعية في هذه المنطقة انفجرت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من أبناء الطائفة الدرزية وعشائر بدوية في محيط السويداء وسط تضارب في الروايات ودعم خارجي يعقد الصورة.

وأعلنت إسرائيل دعمها العلني للدروز فيما تشير المعطيات إلى دعم السلطات السورية للعشائر البدوية في محاولة لاحتواء النفوذ الدرزي الذي أحرج دمشق سياسيًا وأمنيًا.

ورغم انسحاب قوات الأمن السورية إثر ضربات جوية إسرائيلية واتفاق هدنة فإنها لا تزال كما تقول وزارة الداخلية في حالة جاهزية طبيعية بينما تتوالى المناشدات لإرسال قوات لفض النزاع.

وفي الأثناء تتحدث العشائر عن مئات الرهائن لدى جماعة درزية متوعدة بالثأر في حين ينفي شيوخ الدروز الاتهامات ويطالبون بحماية دولية ويؤكدون التزامهم بالدولة السورية.

ورغم دعوات التهدئة فإن المواجهات تتوسع وسط تدهور أمني ونزوح قسري وعمليات خطف وانتقام متبادل.

ومع تكرار مشاهد المجازر وحرق المنازل، تبدو الأزمة وكأنها تعود إلى جذور تاريخية من الاحتقان تغذيها اليوم صراعات سياسية وتستثمر فيها أطراف خارجية.

وتواجه السلطات السورية التي تميل إلى دعم العشائر مأزقًا فكل تأخير في التدخل الحاسم يضعف شرعيتها ويهدد بتكريس التقسيم الاجتماعي والمناطقي في منطقة لطالما عدّت قلب التنوع السوري.

وإذا استمرت المواجهات في غياب حل سياسي جذري يعالج جذور الأزمة فإن السويداء قد تتحول من ساحة اشتباك محلي إلى نقطة ارتكاز لصراع إقليمي خطير يتجاوز حدود الجغرافيا السورية.

تقرير: علي الموسوي