2025-04-21
مع إعلان وفاة البابا فرنسيس، تبدأ في الفاتيكان واحدة من أكثر المراحل حساسية وتنظيمًا في الحياة الكنسية الكاثوليكية، وهي مرحلة انتقالية دقيقة تسبق انتخاب بابا جديد.
الخطوة الأولى في هذه العملية تبدأ بإبلاغ الكاميرلنغو، وهو الكاردينال المكلّف مؤقتًا بإدارة شؤون الفاتيكان خلال هذه المرحلة، بوفاة البابا، ومن أبرز الطقوس الرمزية التي تلي إعلان الوفاة، مشهد إتلاف "خاتم الصياد"، الخاتم الذهبي الذي اعتاد البابا ارتداءه ويقبّله المؤمنون الكاثوليك كرمز للطاعة والقداسة.
وفي اليوم الخامس عشر بعد الوفاة، يُعقد المجمع المغلق المعروف بـ"الكونكلاف" اجتماعًا في كنيسة سيستينا لاختيار البابا الجديد، يشارك فيه الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، وعددهم حاليًا 117 كاردينالًا من مختلف أنحاء العالم، وقد عيّنهم البابا الراحل، ما قد يُرجّح كفة تياره الفكري في عملية الاختيار.
وتبدأ مراسم الكونكلاف بقدّاس صباحي في كاتدرائية القديس بطرس، ثم يتوجّه الكرادلة في موكب رسمي إلى كنيسة سيستينا الشهيرة برسومات مايكل أنجلو، حيث تُجرى جلسات الاقتراع خلف أبواب مغلقة وسط إجراءات أمنية مشددة تهدف إلى ضمان السرية التامة.
ويتسلّم كل كاردينال بطاقة يكتب عليها اسم المرشح الذي ينتخبه تحت عبارة باللاتينية تعني "أنتخب كحبْر أعظم"، ولا يُسمح بالتصويت للنفس.
وبعد الإدلاء بالأصوات، يتقدّم الكرادلة واحدًا تلو الآخر لوضع بطاقاتهم المطوية في كأس كبير على المذبح، ثم تُفرز الأصوات وتُقرأ النتائج، وإذا حصل أحد المرشحين على ثلثي الأصوات، يُعلَن انتخابه رسميًا بابًا جديدًا.
وإن لم يُنتخب أحد، تُجرى أربع جولات اقتراع يوميًا على مدار ثلاثة أيام، وفي اليوم الخامس، يُخصّص وقت للصلاة والنقاش، ثم تُستأنف الجولات بحد أقصى سبع مرات قبل منح استراحة أخرى وتكرار النمط ذاته حتى يتم التوصل إلى نتيجة.
وبعد كل جولة، تُحرَق بطاقات الاقتراع. فإذا تصاعد دخان أسود من مدخنة الكنيسة، فهذا يعني أن التصويت لم يُحسم. أما إذا تصاعد دخان أبيض، فذلك الإعلان الرسمي بأن الكنيسة الكاثوليكية، التي يتبعها أكثر من 1.4 مليار شخص حول العالم، قد اختارت بابًا جديدًا.
تقرير: صهيب الفهداوي