Mask
Logo

آخر الأخبار

وجوه مع جان دوست | لقاء مع الباحث الأكاديمي سالار التاوكوزي حول الأدب والدين والهوية الكوردية

2025-10-04

في هذه الحلقة، نستضيف الدكتور سالار عبدالله التاوكوزي، الباحث الكوردي الأكاديمي من مدينة حلبجة، للحديث عن مسيرته الأكاديمية ورؤيته للعلاقة بين الثقافتين الكوردية والعربية، ودور الدين في المجتمع الكوردي.

ينحدر الدكتور سالار من أسرة علمية عريقة تجمع بين التصوف وحب العلم والمعرفة، فهو سليل العلامة الكبير الملا أبو بكر المصنف الجوري، أحد أعلام العالم الإسلامي الذي درس في الأزهر الشريف وله 300 مصنف باللغات العربية والكوردية والفارسية، كما ينتمي إلى عائلة أنجبت الشاعر الكبير عبد الرحيم المولوي، صاحب كتاب "الفضيلة" الذي كان منهجا في الأزهر الشريف.

حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة صلاح الدين، كلية اللغات، قسم اللغة العربية، ثم الماجستير في الأدب المقارن، ونال الدكتوراه في الأدب العربي عام 2020 عن أطروحته "الشخصية الدينية في الخطاب الروائي العربي العراقي: دراسة سوسيوثقافية"، وحقق عنها تقدير امتياز.

يهدف الدكتور سالار من دراسة اللغة العربية إلى إيصال رسالة الكورد إلى العالم العربي وتصحيح الصورة النمطية السيئة عنهم في المصادر الإسلامية القديمة والأدب العربي، وبناء جسور للتواصل بين الثقافتين عن طريق دراساته ومشاركاته في المؤتمرات العلمية.

يعمل الدكتور سالار باحثا ومترجما في مجلة "آي الناسي" للتعريف بالدين، وكسكرتير تحرير في مجلة "جيرانوة" المتخصصة في السرديات الكوردية، وباحثا في مجلة "قراءات مستقبلية" الصادرة باللغة العربية لمخاطبة العقلية العربية.

يشير الدكتور سالار إلى أن التطرف الديني دخل إلى كوردستان بعد عام 1985 مع دخول أفكار الحركات الإسلامية السلفية والإخوانية، بينما كان الكورد تاريخيا متسامحين دينيا، معبرا عن تفاؤله بأن التطرف يتراجع والنصر سيكون للاعتدال والوسطية.

يركز في أبحاثه على الشخصيات الكوردية البارزة في الثقافة العربية، مثل الروائي برهان شاوي الذي ألف عنه كتابا حول روايتي "الجحيم المقدس" و"هيلانا" اللتين تتناولان معاناة الشعب الكوردي وتدمير القرى الكوردية في حملات الأنفال، كما كتب عن الشاعر بولند الحيدري مؤكدا أنه رائد الشعر الحر الأول في العراق، وأن بدر شاكر السياب نفسه اعترف بذلك عام 1953، لكن الإعلام العربي أغفله بسبب كورديته.

يقسم الدكتور سالار واقع اللغة العربية في إقليم كوردستان إلى ثلاث مراحل: الأولى حيث كانت لغة الدين والعلم حتى 1991، والثانية حيث تم تهميشها كرد فعل على سياسات البعث القمعية، والثالثة بعد 2014 حيث انتعشت مع قدوم النازحين وتطور السياحة.

يتطرق الحوار إلى شخصية ابن تيمية المثيرة للجدل، حيث يشير إلى أن قوميته مشكوك فيها، معتبرا أنه كان حالة شاذة بين العلماء الكورد المعتدلين، وفي المقابل يسلط الضوء على الدكتور مصطفى الزلمي، العالم الكوردي من حلبجة، واصفا إياه بأنه مفكر من طراز مختلف كان يدعو إلى تجديد الخطاب الديني وصاحب آراء جريئة ومستقلة.

يختم الدكتور سالار بالتأكيد على دور الشخصيات الدينية المتصوفة في حركة التحرر الكوردية، مشيرا إلى أن العلماء المتصوفة شاركوا في نشر الوعي القومي والدفاع عن كوردستان، بينما الجماعات الإسلامية المتطرفة ساهمت في تدميرها.

ويقدم هذا الحوار رؤية عميقة للعلاقة بين الدين والسياسة والهوية في كوردستان، ويسلط الضوء على دور المثقفين الكورد في بناء جسور التواصل مع العالم العربي مع الحفاظ على الهوية الكوردية.

Logo

أخبار ذات صلة