Mask
Logo

undefined

مستقبل التكنولوجيا الخضراء: هل ينجح تخزين الكربون تحت الأرض؟

2025-06-30

في ظل السباق العالمي لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، تتجه الأنظار بشكل متزايد نحو تقنية التقاط الكربون وتخزينه، باعتبارها إحدى الأدوات الواعدة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

 كيف تعمل التقنية؟ 

تعتمد التقنية على التقاط ثاني أكسيد الكربون من مصادر صناعية عالية الانبعاثات مثل محطات توليد الطاقة ومصانع الإسمنت. ثم يُضغط الغاز وينقل عبر أنابيب مخصصة ليُحقن في أعماق الأرض داخل تكوينات جيولوجية قادرة على عزله واحتجازه بشكل آمن لمئات أو حتى آلاف السنين.

 التحديات والجدل 

ورغم التقدم في هذا المجال، تثير التقنية جدلاً واسعاً. ففي كثير من الحالات، يُستخدم الكربون الملتقط لتعزيز استخراج النفط من الآبار، ما يثير مخاوف من أن تتحول التقنية إلى أداة لتبرير استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري بدلاً من تقليصه. 

كما توجد تساؤلات حول الجدوى طويلة الأمد للتخزين الجيولوجي، والمخاطر المحتملة مثل تسرب الغاز، تلوث المياه الجوفية، واحتمال حدوث نشاط زلزالي نتيجة تغيرات الضغط في طبقات الأرض العميقة.

 مراقبة الكربون تحت الأرض 

ثاني أكسيد الكربون، بمجرد وضعه تحت الأرض، يفقد السيطرة عليه. لا يمكن التعامل معه أو توجيهه، وكل ما يمكن فعله هو مراقبته. قد يبقى نشطًا في باطن الأرض لعقود أو قرون، حسب طبيعة التكوين الجيولوجي.

ويثير هذا تساؤلات مهمة: من سيراقب ذلك لعقود أو قرون؟ وماذا سيحدث إذا حدث تسرب بعد ٥٠ عامًا؟

 الوضع الحالي والتطلعات المستقبلية 

وتعمل عشرات المنشآت حول العالم على تطبيق تقنية التقاط الكربون وتخزينه، حيث تُقدر الكميات الملتقطة سنويًا بنحو ٥٠ مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. رغم هذا الرقم الكبير، إلا أنه لا يشكل سوى جزء ضئيل من مجمل الانبعاثات العالمية التي تتجاوز ٤٠ مليار طن سنويًا.

وفي مواجهة هذا التفاوت الكبير، تتجه الشركات نحو توسيع نطاق استخدام التقنية بدعم من حوافز حكومية وتمويلات خاصة، وسط اهتمام متزايد من قطاع الطاقة والصناعة.


تقرير: وفاء الطرابلسي


Logo

أخبار ذات صلة