بين إعادة تعريف الخصوم والحلفاء، وتعثر المفاوضات التجارية، وأجندات التنمية الطموحة، تتحرك الساحة الأوروبية على وقع ملفات معقدة تكشف تباين المصالح والمواقف بين القوى الكبرى.

نبدأ من لندن، حيث باشرت بريطانيا بمراجعة قوائم خصومها وحلفائها الاستراتيجية، في خطوة لافتة استثنت الصين من لوائح التهديد الأمني المباشر للمملكة المتحدة، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والأمنية البريطانية بين من يرى في ذلك براغماتية اقتصادية، ومن يحذّر من تداعيات أمنية بعيدة المدى.

ثم ننتقل إلى المشهد الاقتصادي، حيث تتعثر المفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالتزامن مع بدء تدفق الصادرات البريطانية نحو الأسواق الأميركية، وهو ما أعاد فتح النقاش حول مستقبل العلاقات عبر الأطلسي ومدى تأثر المصالح الأوروبية بتوجهات بريطانيا الجديدة بعد البريكست.

وفي محورنا الأخير، اجتمع زعماء من دول الشمال والجنوب الأوروبي في مدينة إشبيلية الإسبانية لبحث آليات تمويل التنمية وخطط مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وسط غياب لافت للتمثيل الأميركي، ما طرح تساؤلات حول مستقبل الشراكة الأوروبية-الأميركية في قضايا التنمية العالمية.

وللنقاش والتحليل، يستضيف الزميل محمد شبارو في حلقة الليلة من "نافذة أوروبا"، الدكتور نهاد خنفر أستاذ القانون والعلاقات السياسية، ومن لندن ديفيد باول الإعلامي والباحث في الشؤون الدولية.