2025-09-01
في هذه الحلقة من تحت الشمس، نزور مدينتين أردنيتين تنبضان بالتاريخ والجمال الإنساني:
السلط، مدينة النوافذ الصفراء والحجارة الذهبية، التي تقف فوق جبال غرب عمّان كلوحة من الزمن الجميل.
وفي شوارعها الضيقة، ومقاهيها الشعبية، ومدارسها العتيقة، نسمع همسات الماضي ونرى ملامح المستقبل.
هي أول بلدية، وأول مدرسة، ونقطة انطلاق للوعي الوطني الأردني.
نعيش تفاصيل الحياة اليومية فيها، من خبز التنور إلى جلسات الجيران، ونلتقي بشباب يعيدون إحياء بيوتها، وبنات يقُدن مبادرات بيئية، تجعل من المدينة نموذجًا للعيش المشترك والتجدد.
ومن السلط، ننطلق جنوبًا نحو مأدبا، مدينة الفسيفساء والنبوءات.
نزور جبل نيبو حيث وقف النبي موسى ينظر إلى الأرض الموعودة، ونمشي في شوارع تحكي قصصًا من حجر وزجاج.
في مأدبا، الفسيفساء ليست فنًا فقط، بل لغة تربط الإيمان بالأرض، وتربط الناس بتراثهم.
نلتقي فنانين، معلمين، وأهالٍ يصنعون الخبز ويرحبون بالضيف كأنه من أهل الدار.
على الطريق الملوكي القديم، وبين كنيسة وجامع، وبين حجر قديم وصوت طفل يضحك، نجد أنفسنا في مدن لا تنام على الماضي، بل تحمل ذاكرتها إلى المستقبل.