2025-09-29
تقع بلدة إهدن في شمال لبنان على ارتفاع يفوق 1400 متر عن مستوى سطح البحر، مُتوسطة بين القمم والسماء، ويشتق اسمها من معاني السكينة والراحة، حاملة روح الكرم اللبناني في بيوتها الحجرية ذات السقوف الحمراء. هنا، تمتزج الطبيعة الساحرة بالتاريخ العتيق.
تبدأ الرحلة بزيارة محمية حرش إهدن، التي تعد من أول وأهم المحميات في لبنان، حيث تتمدد الغابة الخضراء على مساحة 1700 هكتار، محتضنة ما يزيد عن ألف نوع نباتي، مما يشكل 40% من إجمالي نباتات البلاد، وأكثر من مئتي نوع من هذه النباتات نادر ومُهدد بالانقراض، وعشرة أنواع لا تتواجد إلا في هذا الموقع، وقد حملت تسميتها من إهدن ذاتها.
في قلب البلدة، تقع كنيسة القديس جاورجيوس التي شُيدت بتعاون الأهالي، وداخلها يَرقد جثمان يوسف بك كرم، البطل اللبناني الذي أعلن المُحاربة ضد الجيش العثماني، والذي نُفي إلى إيطاليا حيث وافته المنية عام 1889.
في ساحة الميدان، مركز إهدن النابض، ينتصب نَصب على شكل جَرن الكبة، رمز المطبخ التراثي، حيث يُقام مهرجان الكبة السنوي الشهير، تكتمل الزيارة بتذوق الكبة الزغرتاوية المُحضرة بالأسلوب التقليدي، وهي عبارة عن برغل ولحم وبهارات تُشوى حتى تتحول إلى لون ذهبي.
وإلى جانب الهدوء، تُقدم إهدن أنشطة مُغامرة متنوعة مثل الطيران الشراعي فوق الجبال و"الزيب لاين"، جاعلة من الجبل ملعباً لمُحبي الإثارة، ومع حلول الشتاء، يهاجر ما يُقارب 90% من سُكان إهدن إلى "الضهر"، وهي القرية الشقيقة المُجاورة، في هجرة موسمية تُجسد وحدة الشعب مع تغير الفصول.