يصر بنيامين نتنياهو على استكمال المهمة حتى نهايتها، رغم إعلانه وقف إطلاق النار في لبنان أولا ثم في غزة في مرحلة متأخرة جدا، هذا الإصرار ترافق مع عودة الجيش الإسرائيلي لتنفيذ ضربات دقيقة استهدفت قيادات بارزة في حزب الله، قبل أن ينتقل الآن إلى استهداف البدلاء، ومن بينهم هيثم الطبطبائي الذي يُعد شخصية عسكرية متقدمة لا يعرفها الجمهور في لبنان أو المنطقة، بينما تؤكد التطورات أنَّ إسرائيل تراقب كل التفاصيل وتمتلك بنك أهداف متغير ضد الحزب.

ومن جهة أخرى، فإن التصعيد الإسرائيلي ليس خارج السياق الذي بدأ بعد 7 أكتوبر، لكنه بدا مفاجئا من حيث تجاوز خطوط يعتبرها حزب الله حمراء، وفي ظل هذا المشهد، بقي لبنان الرسمي عاجزا عن فرض معادلة جديدة تضع سلاح حزب الله على طاولة البحث، خاصة أنَّ الأمين العام للحزب أعلن مرارا أنَّ التخلي عن السلاح غير وارد قبل انسحاب إسرائيل أولا.

وتبدو واشنطن غاضبة هذه المرة ليس من نتنياهو، بل من مؤسسات الدولة اللبنانية التي لم تنجح في تقديم بدائل سياسية أو أمنية مقنعة، وأمام هذه التعقيدات التي تضع مختلف الأطراف في مساحة ضيقة من الخيارات، يبرز السؤال المحوري: إلى أين تتجه الأزمة؟ هل نحو حرب واسعة، أم نحو صيغة نهاية يفرضها نتنياهو في اللحظة التي يختارها؟

كما تناقش الحلقة في جزئها الثاني، دلالات الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية الذي أدى إلى مقتل قيادي بارز في حزب الله، وما سبقه من حراك سياسي مصري ومحاولات وساطة بين إسرائيل ولبنان، خصوصا في ظل التطورات الأخيرة التي تعيد تشكيل مشهد المواجهة المحتملة وتفتح الباب أمام سيناريوهات تمتد إلى ما هو أبعد من الجبهة اللبنانية.

وللتحليل والنقاش، يستضيف أيمن إبراهيم:

• من بيروت المحلل السياسي محمد علوش.
• ومن تل أبيب الكاتب والباحث السياسي المتخصص بالشأن الإسرائيلي نائل الزعبي.
• ومن القاهرة رئيس مجموعة الأمن الإقليمي وتحليل المخاطر العميد خالد عكاشة.