حلقة اليوم من "شمس كوم" تمزج بين الذاكرة اللبنانية المثقلة، والأسئلة الأخلاقية في المغرب، والوفاء لشاعر كوردي رحل منذ اثني عشر عامًا.

نبدأ من بيروت، حيث تحل الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ العاصمة في الرابع من آب 2020. خمس سنوات مضت ولا تزال الحقيقة غائبة، ولا المسؤوليات واضحة، فيما آثار الفاجعة النفسية والجسدية مستمرة. أكثر من مئتي ضحية وعشرات الجرحى خسروا حياتهم أو عانوا إصابات خطيرة، بينما بقيت ندوب المدينة وأهلها عصيّة على الشفاء، والعدالة مؤجلة إلى أجل غير مسمى.

وننتقل إلى المغرب، حيث ضجّت مواقع التواصل بمقاطع شهيرة عُرفت بظاهرة "جدّات تيك توك"، ظهرت فيها نساء مسنّات يقدمن تحديات مرحة ونصائح عفوية. لكن وراء المشاهد الضاحكة ارتفعت تساؤلات جادة: هل المشاركة نابعة من رغبة حرة، أم استغلال رقمي ممنهج؟ وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، حذر من أن هذه الظاهرة "تمثل تهديدًا خطيرًا للقيم الاجتماعية والنفسية داخل الأسرة المغربية"، ما فتح بابًا واسعًا للنقاش حول أخلاقيات المحتوى الرقمي.

وأخيرًا، نصل إلى السليمانية، حيث قررت عائلة الشاعر الكوردي شيركو بيكس، الذي رحل في 4 أغسطس 2013 بستوكهولم بعد صراع مع السرطان، إحياء ذكراه بطريقة مختلفة هذا العام. فبدل إقامة مراسم تقليدية، اختارت العائلة تحويل منزله إلى متحف يضم مقتنياته الخاصة، مع افتتاح مقهى داخله، ليظل المكان نابضًا بروح شاعر ترك أثرًا عميقًا في الأدب الكوردي.