من خلفية أمنية ودبلوماسية، تعيّن تركيا سفيرا جديدا لها في دمشق، بعد أن ظلت أنقرة لسنوات طويلة ممثلة في سوريا بواسطة قائم بالأعمال. نوح يلماز، الذي يوصف بالرجل الثاني في وزارة الخارجية التركية، كان أيضا أحد أبرز قيادات الاستخبارات التركية، وفي تعيينه سفيرا لدى دمشق إشارة دبلوماسية مهمة، إذ يعتقد كثيرون أنه يمهد لمرحلة جديدة من التعاون الدبلوماسي والأمني الفعال بين أنقرة ودمشق.

ويأتي هذا التعيين وسط حديث عن حوار سوري تركي لتحديث اتفاقية أضنة، إذ تسعى أنقرة إلى زيادة المدى المسموح به للعمليات العسكرية عبر الحدود إلى ثلاثين كيلومترا داخل الأراضي السورية، كجزء من مكافحتها لمن تصفهم بالجماعات الإرهابية، وكجزء أيضا من بناء شراكة أمنية أوسع مع الحكومة السورية.

ويقابل الاهتمام التركي بسوريا، اهتمام أميركي مماثل، نظرا لتشابك مصالح الطرفين، لا سيما بعد حقبة بشار الأسد. وضمن هذا الإطار، يمضي مسار تعيين مرشح ترامب جويل ريبورن في منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى نحو خواتيمه، في خطوة ستعيد الضابط والدبلوماسي المخضرم للعب دور بارز في سياسات ترامب بالشرق الأوسط، حيث يمتلك خبرة عميقة في ملفات المنطقة الأكثر تعقيدا، بما في ذلك سوريا.

وبحكم عمله السابق كمبعوث إلى سوريا، وإلمامه الكبير بهذا الملف وتعقيداته، وقربه من الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرق سوريا، يعتبر البعض أن جويل ريبورن خيار واعد بالنسبة للملف السوري في المرحلة المقبلة، فيما يرى آخرون أن دوره في سوريا قد لا يكون كبيرا في ظل تسلم ملفها المبعوث الحالي توم براك، معتقدين أن ريبورن سيدعم مؤسساتيا وسياسيا ما يقوم به براك مع الالتزام بأهداف واستراتيجية إدارة ترامب الحالية في سوريا.

تقرير: نادر علوش