تجمع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية على هدف مشترك في أوكرانيا، وهو وقف الحرب، لكنهما تختلفان في الطريقة لتحقيق ذلك، كما ثمة هواجس أوروبية من أن الحل قد يأتي عبر التفريط بأمن أوكرانيا وأوروبا معا، وقد يكون ذلك مدفوعًا برغبة أميركية لعقد صفقة مع روسيا تنهي الحرب بأي ثمن.

مرد هذه المخاوف هو الغموض المحيط بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من روسيا، ورغم التطمينات التي قدمها خلال قمة الناتو الأخيرة، لا يزال الحلفاء في بروكسل يتساءلون عن مدى التزام الولايات المتحدة بأمن أوروبا بعد تهديدات ترامب القاسية تجاهها، وما بدا كاستعداد أميركي للتفريط في أمن أوكرانيا وأمن أوروبا.

ومع توجه ترامب ونظيره الروسي بوتين لعقد قمة منتصف الشهر في ألاسكا، تتزايد خشية أوروبا من صفقة بشأن أوكرانيا لا تكون بروكسل وكييف طرفًا فيها، وخاصة بعد تلميحات أميركية إلى احتمال وجود اتفاق لإنهاء الحرب يتضمن مقايضة أراض بين روسيا وأوكرانيا.

لذا تتصاعد الاتصالات داخل الاتحاد الأوروبي الذي يعقد اجتماعًا طارئًا لوزراء خارجيته، في إطار توحيد الموقف خلف كييف خلال المرحلة الحساسة، ويسبق هذا الاجتماع محادثات أعلنت عنها ألمانيا، ستجمع القادة الأوروبيين مع الرئيسين الأميركي والأوكراني قبل يوم من قمة ألاسكا.

وما تطالب به بروكسل في هذه المرحلة هو سلام عادل ودائم لكييف، مع ضمانات أمنية قوية وموثوقة، وفي بيان مشترك للدول الأوروبية، أكدت بروكسل على حرية أوكرانيا في تقرير مصيرها، وعدم إمكانية إجراء مفاوضات ذات معنى إلا في سياق وقف إطلاق النار أو خفض الأعمال العدائية.

تقرير: نادر علوش