2025-06-17
يجب على الجميع إخلاء طهران على الفور!
جملة كتبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على تروث سوشيال في خضم الصراع المشتعل بين إسرائيل وإيران، أثارت حالة من الهلع بين سكان المدينة وسط شكوك متصاعدة حول مغزى التهديد، وفتحت الباب أمام تساؤلات عدة.
السؤال الأول: هل تمهد واشنطن لضرب العاصمة الإيرانية بشكل يحتم إخلاءها؟ ولماذا؟
طهران، التي تبلغ مساحتها نحو سبعمئة وثلاثين كيلومتراً مربعاً، تُعد المركز الرئيسي للمباني الحكومية والتجارية، وتتركز فيها كذلك ما يفوق نصف صناعات البلاد الأساسية، إضافة إلى العديد من الهيئات التعليمية والثقافية والترفيهية.
تُعد من أكثر مدن المنطقة اكتظاظاً بالسكان، حيث يقطنها أكثر من خمسة عشر مليون نسمة. وطهران مقسمة إلى اثنتين وعشرين منطقة، لكن الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيراً لمواطني المنطقة الثالثة بضرورة المغادرة.
تضم هذه المنطقة مقرات حيوية مثل قاعة المؤتمرات الدولية، مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون، جهاز استخبارات الحرس الثوري، وزارة الطاقة، شركة الاتصالات، منظمة الطاقة الذرية، وغيرها، والتي تُعد أهدافاً استراتيجية بالنسبة لتل أبيب.
هنا يأتي السؤال الثاني: هل يمكن فعلاً إخلاء طهران من سكانها؟
تحديات كبرى تواجه المدينة ذات الكثافة الهائلة في هذه الحالة، حيث تتطلب عملية إخلاء بهذا الحجم بنية تحتية هائلة للطرق ووسائل النقل والملاجئ المؤقتة، والتي قد لا تكون متاحة بالقدر الكافي، فضلاً عن افتقار المدينة للكثير من الأنفاق والجسور في بعض العقد المسببة للاختناقات المرورية.
المؤكد أن إخلاء مدينة كطهران يعد أمراً ليس صعباً فقط، بل ربما مستحيلاً في ظل هذه التحديات الجسيمة، خاصة في خضم حرب مستعرة.
في لغة الأرقام، تعد العاصمة الإيرانية أكبر بنحو أحد عشر ضعفاً من مساحة مدينة تل أبيب، التي تمثل تقريباً تسعة بالمئة من مساحة طهران الحضرية.
يعوزنا هنا أن نبتعد أكثر لنرى الصورة بشكل أكمل، على مستوى البلدين، حيث تبلغ مساحة إيران كدولة أكبر بنحو سبعة وسبعين مرة من مساحة إسرائيل، التي تمثل أقل من اثنين بالمئة من مساحة إيران.
غير أن لغة الحرب تختلف عن لغة الأرقام، فالمحددات الرئيسية لعوامل النصر والهزيمة تعتمد أكثر على القوة العسكرية لدى البلدين، والأهم: الدعم الدولي الذي يقف خلف كل منهما.
تقرير: مينا مكرم