2025-10-19
بينما كان العالم مشغولا بالذكاء الاصطناعي وحفلات الأوسكار وبناء تحالفات اقتصادية، كانت باكستان وأفغانستان تقتربان من إشعال نار قديمة، نار الحدود الطويلة والتاريخ الأطول والاتهامات المتبادلة التي لا تنتهي.
لكن لحسن الحظ، جاءت جهود الدوحة ومعها أنقرة لتطفئ النار أو تؤجل اشتعالها. فبعد سقوط عشرات القتلى في غارات باكستانية وهدنة انهارت أكثر من مرة، أعلن الطرفان من قطر اتفاقًا جديدًا على وقف فوري لإطلاق النار.
نعم، فوري، لكن بلا ضمانة. وقالت وزارة الخارجية القطرية إن الجانبين اتفقا على إنشاء آليات لترسيخ ما وصفوه بالسلام والاستقرار الدائمين.
في منشور على منصة "إكس"، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن الطرفين سيلتقيان مجددًا في إسطنبول يوم الخامس والعشرين من أكتوبر لمناقشة تفاصيل فنية.
وجاء التوتر الأخير بعد مقتل وإصابة جنود باكستانيين في هجوم يُقال إنه جاء من الجانب الأفغاني، فكان الرد الباكستاني سريعًا بغارات جوية أصابت، بحسب كابول، مدنيين بينهم ثلاثة لاعبين كريكت.
وهنا، دخلت الرياضة على خط التوتر، فأعلنت أفغانستان انسحابها من بطولة الكريكت الثلاثية المقررة في باكستان. يبدو أن السياسة لا تكتفي بتمزيق الحدود، بل أصبحت تمزق ملاعب الكريكت أيضًا.
في المقابل، ردت باكستان بأن الضربات استهدفت معسكرات مؤكدة لمسلحين، نافية استهداف المدنيين.
وفيما تبادل المسؤولون في البلدين التصريحات والاتهامات، خرج قائد الجيش الباكستاني عاصم منير مطالبًا حكومة طالبان بكبح جماح وكلائها، لأنهم - كما قال - يستخدمون الأراضي الأفغانية لشن هجمات مروعة داخل باكستان.
الرد الأفغاني جاء على لسان المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد، الذي قال إن باكستان تضلل وتؤوي مسلحي داعش وتثير التوترات.
بعد كل هذه التصريحات والاتهامات، يبقى السؤال: هل يمكن الوثوق باتفاق سلام وُلد من تحت الأنقاض على طاولة دبلوماسية بين طرفين يتبادلان القصف أكثر من تبادل السلام؟
تقرير: لافا أسعد