شيئا فشيئا، في هذه الشوارع الأوروبية، يبدو أصوات هؤلاء الغاضبين من الإصرار الإسرائيلي على مواصلة الحرب في غزة يصبح أكثر، ومعه يخفت التأييد أيضًا للسياسات الإسرائيلية.

أصبحت شريحة مهمة من الأوروبيين ينظرون إلى ما يجري من زاوية أخرى، ويريدون للحرب أن تتوقف، ولا يرون جدوى من مواصلتها.

استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة يوغوف البريطانية المستقلة لآراء مواطنين من فرنسا وألمانيا والدانمارك، ربعهم فقط ما زال يؤيد استمرار الحرب في القطاع، تلك النسبة لم تتجاوز في صفوف البريطانيين 18 في المئة، وتقلصت إلى 9 في المئة فقط في صفوف الإيطاليين.

إنه إذًا فصل آخر من فصول معركة الرأي العام بين أولئك المؤيدين للرواية الإسرائيلية، وهؤلاء المؤيدين للسردية الفلسطينية، تُخاض في هذه الشوارع الأوروبية التي لم تهدأ فيها منذ بداية الحرب لا السجالات ولا المظاهرات ولا المواقف.

لكن ما يبدو أنه تحول في المزاج الشعبي، يبدو أميل لدعم الفلسطينيين، لا يعكس ربما إلا حالة سياسة عامة في أوروبا. هذا العلم الذي يرتفع هنا بقرار سياسي، في رسالة أوروبية للإسرائيليين بضرورة وقف الحرب.

في باريس، يقود الفرنسيون جهدًا أوروبيًا من أجل دعم حل الدولتين، ويهددون باعتراف بالدولة الفلسطينية المستقبَلة.

تختار المفوضية الأوروبية تعليق الشراكة مع إسرائيل احتجاجًا على تفاقم المأساة الإنسانية في غزة.

حراك سياسي يلتقي فيه أيضًا الرئيس الفرنسي برئيس الوزراء البريطاني، الذي فرض أيضًا عددًا من الإجراءات العقابية على إسرائيل، في محاولة للضغط على قيادتها السياسية لوقف الحرب.

جهد يُجهَل إن كان سيثمر ويجد مداخل للحل، لأزمة هي الأعقد في المنطقة.

تقرير: سارة عبد الجليل