فيما يعزز الجيش السوداني مكاسبه في إقليم كُردفان ومناطق أخرى، تعاني قواته في إقليم دارفور غربي البلاد، وهي على شفا خسارته بالكامل إذا صحت الأنباء حول سيطرة قوات الدعم السريع على مقر الجيش في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وآخر مدينة يسيطر عليها الجيش في الإقليم المترامي الأطراف.

وتظهر لقطات من طائرات مسيرة نشرتها الدعم السريع ما وصفته باللحظات الأولى من سيطرتها على مقر الجيش في الفاشر، وفي مقطع مصور آخر ظهر بعض عناصرها أمام لافتة قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، كما أعلنت الدعم السريع سيطرتها على بيت الضيافة بمقر والي الولاية، ومتحف السلطان، وأمانة حكومة الولاية، ومبنى بنك السودان المركزي.

ولم يتم التحقق من تاريخ المقاطع المصورة، لكن الجيش السوداني أكد في بيان تعرضه للهجوم في الفاشر من خمسة محاور، وقال إنه تصدى لقوات الدعم السريع وكبدها خسائر بشرية ومادية دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتستميت قوات الدعم السريع لإخراج الجيش من الفاشر لما تشكله المدينة من أهمية استراتيجية وعسكرية وسياسية، فالسيطرة عليها تمنح المتمردين سيطرة كاملة على إقليم دارفور بولاياته الخمس، وهو ما قد يرسخ انقساما جغرافيا يسعون إليه من أجل تعزيز الحكومة الموازية التي شكلتها الدعم السريع صيف هذا العام، واختارت إقليم دارفور مقرا لها.

وقد يفسر ذلك دموية الهجمات التي شنتها الدعم السريع على مدينة الفاشر التي تخضع للحصار منذ 18 شهرا، واستهدفت هذه الهجمات في كثير من الأحيان المشافي والمرافق الحيوية الأخرى، وهي هجمات أجبرت أكثر من مليون شخص على الفرار وفقا لما وثقته الأمم المتحدة، فيما يحذر نشطاء من أن استيلاء الدعم السريع على الفاشر سيؤدي إلى هجمات عرقية كما حدث عند سيطرتها على مخيم زمزم جنوبا.

تقرير: نادر علوش