2025-10-28
أكد الرئيس مسعود بارزاني خلال مؤتمر "التعريف بالإبادة الجماعية ضد الشعب الكوردستاني" الذي أقيم في جامعة دهوك، أنّ الشعب الكوردي تعرّض لإبادة جماعية مورست ضده منذ عقود.
وقال بارزاني إنّ الشعب الكوردي دفع ثمناً باهظاً في سبيل نيل حريته، مشيراً إلى أنّ قدر كوردستان عبر التاريخ كان الألم والعذاب والظلم.
وأضاف أنّ قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي جاء تتويجاً لفظائع النظام البائد ضد شعب كوردستان، مؤكداً أنّ "لا دكتاتورية انتصرت في النهاية على مرّ التاريخ".
وشدّد الرئيس بارزاني على أهمية الاعتراف بالجرائم المرتكبة بحق الشعب الكوردي على أنها إبادة جماعية، مؤكداً أنّ تعويض ضحايا الأنفال واجب على الحكومة الاتحادية، وأنّ الإقليم سيواصل الدفاع عن حقوقهم.
وطالب الحكومة الاتحادية بالاعتراف بجرائم الأنفال كإبادة جماعية، مذكّراً بأنّ الدستور ينصّ صراحة على تعويض الضحايا.
فيما يلي الكلمة الكاملة للرئيس مسعود بارزاني:
أرحب بالضيوف الكرام، فحضورهم يجسد اهتمامهم ومشاركتم للكورد حزنهم.
قدر شعب كوردستان على مر التاريخ كان دائماً الشقاء والمعاناة والظلم، وخاصة في القرن الماضي، حيث بدأت الإبادة الجماعية للشعب الكوردي بشكل منظم وممنهج. وقد بدأت من الكورد الفيليين.
علمنا أن جزءاً كبيراً من الكورد الفيليين والبارزانيين قد تم نقلهم إلى مناطق عكاشات والقائم، وتم اختبار الأسلحة الكيميائية عليهم، "منذ ذلك اليوم الذي منح الله العظيم السلطة للشعب الكوردي، لم نفكر قط في الانتقام؛ وخاصة في فترة انتفاضة عام 1991، حيث وقع فيلقان من الجيش العراقي بيد المواطنين الكورد وقوات البيشمركة، وفي ذلك الوقت لم يُقتل أي جندي عراقي ولم يُهان. هؤلاء كانوا نفس الجنود الذين دمروا أكثر من 4500 قرية من قرنا، ونفذوا حملات الأنفال وارتكبوا العديد من الجرائم الأخرى ضد الشعب الكوردي.
صحيح أننا فقدنا الكثير من أحبائنا وأعزائنا، لكنهم ذهبوا إلى لقاء ربهم بعزة ونالوا مرتبة الشهادة؛ أما الذين ارتكبوا تلك الجرائم، فقد قضوا بالخزي والعار.
الأهم من كل شيء هو ضمان عدم تكرار تلك الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الكوردي في القرن الماضي، وألا يُقتل الأبرياء فقط لأنهم كورد.
أشكر برلمانا دولتي السويد وبريطانيا وجميع تلك الدول التي اعترفت بالجرائم المرتكبة ضد الشعب الكوردي كإبادة جماعية ودعا باقي الدول الأوروبية إلى الاعتراف بها.. البرلمان العراقي اعترف بالجرائم عام 2008، إلا أنّ الحكومة الفيدرالية لم تتخذ إجراءات لتعويض ذوي ضحايا الأنفال. يجب على الحكومة الفيدرالية أن تعوض ذوي ضحايا الأنفال.
آمل أن يكون الوضع بعد الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق أفضل، وأن يسود الدستور بين أربيل وبغداد وبين المواطن والحكومة، إذا كان الدستور هو الحاكم، فلن تكون لدينا أية مشكلة، ولكن إذا كان المزاج الشخصي لصاحب القرار سيؤدي إلى استمرار المشكلات وتصاعدها.
شعب كوردستان قدّم نموذجاً نادراً في التسامح والمصالحة الوطنية، في أي بلد آخر في العالم قامت فيه الحكومة باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبها؟ هذا لم يحدث إلا في كوردستان. ورغم ذلك، اختار شعبنا طريق السلام لا الثأر، لكن واجبنا أن لا ننسى هذه الجرائم، وأن نعلّم الأجيال القادمة حجم التضحيات التي بُذلت من أجل الحرية التي نتمتع بها اليوم.
من الضروري ويجب على الحكومة الاتحادية أن تفي بواجبها في إنصاف ضحايا الأنفال، فالدستور ينص على تعويض الضحايا، كما يقع على عاتق حكومة إقليم كوردستان مواصلة التنسيق والعمل من أجل تحقيق ذلك.