بين ميادين الاحتفال بالنصر، بدا وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامدًا بعد يوم من إشارة البلدين إلى انتهاء حربهما الجوية، على الأقل في الوقت الراهن.

فقد أعلن كل طرف منهما الانتصار في الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا، وشاركت فيها الولايات المتحدة بضربات جوية دعمًا لإسرائيل لتدمير منشآت نووية إيرانية.

واشنطن تعزف على وتر اتفاق سلام طويل الأمد، إذ أعلن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران "واعدة"، وأن واشنطن تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد.

هذه المحادثات الواعدة والمدعومة تأتي بعد تأنيب وصراخ أميركي بوجه بنيامين نتنياهو، بحسب ما كشفته صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين، قولهم إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع صوته خلال مكالمته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، طالبًا إياه بوقف إطلاق النار، مؤكدين أن اتصال ترامب ونتنياهو كان صعبًا، وأن ترامب رأى أن وقف إطلاق النار مع إيران إنجاز شخصي لا أحد سيقوضه.

وكان ترامب قد أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار، في حين قال وزير الدفاع الأميركي إن بلاده دمرت تمامًا قدرة إيران على صنع أسلحة نووية.

من جهتها، أعلنت تل أبيب موافقتها على مقترح ترامب لوقف إطلاق النار، ومع ذلك هدد نتنياهو باستهداف إيران مجددًا إذا حاولت إعادة بناء برنامجها النووي، معتبرًا أن إسرائيل حققت معظم أهدافها من الحرب.

في المقابل، أكدت طهران توقف الحرب وأنها خرجت منها منتصرة. الرئيس الإيراني مسعود بيزيشكيان قال إن إسرائيل عجزت عن تحقيق أهداف عدوانها، وإن إيران لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم تخرقه إسرائيل.

لكن يبدو أن ما قاله ترامب يتناقض مع تقرير أولي صادر عن أحد أجهزة المخابرات التابعة لإدارته، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة، إذ لم يتم التخلص من مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب، وإن البرنامج النووي الإيراني، وجزء كبير منه في أعماق الأرض، ربما يكون قد تراجع لشهر أو شهرين فقط.

وعلّق البيت الأبيض بالقول إن التقييم المخابراتي "خاطئ تمامًا".

تقرير: طوني منصور