2025-06-05
في مشهد حمل رمزية نهاية حقبة قصيرة، رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف يتجه إلى القصر الملكي في لاهاي لتقديم استقالته للملك ويليم ألكسندر… خطوةٌ جاءت بعد ساعات فقط من انسحاب زعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز من الائتلاف الحاكم، لتدخل البلاد دوامة سياسية جديدة وتُفتح صفحة مثقلة بالتوترات.
وفي كلمة رسمية أعلن رئيس الوزراء ديك شوف استقالته من منصبه بعد أقل من عام موضحاً خلفيات قراره، لكنه أكد استمراره بتصريف الأعمال.
فيلدرز، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه المسلمين واللاجئين، فجّر الأزمة بإعلانه خطة من عشر نقاط تهدف إلى تقليص أعداد المهاجرين جذريا، وتشمل رفض طلبات اللجوء بشكل مطلق، إغلاق مراكز الاستقبال، وترحيل اللاجئين السوريين، مع مطالبته باستخدام الجيش لمراقبة الحدود.
هذه الخطة أشعلت خلافا داخل الحكومة الائتلافية، مما دفع حزب فيلدرز إلى الانسحاب، منهياً بذلك التحالف اليميني الذي لم يُكمل عامًا في الحكم.
ورغم دوره في انهيار الحكومة، يبدو أن فيلدرز يرى في هذه الأزمة فرصة سياسية مؤكدا طموحه لقيادة المرحلة القادمة.
في الشارع الهولندي، بدت ملامح القلق واضحة، وسط مخاوف من شلل سياسي أو صعود متزايد لليمين المتطرف.
باباك صادقي، جزار في أحد أسواق أمستردام، عبّر عن مخاوفه مما هو قادم.
الأنظار الآن تتجه إلى المشهد الانتخابي المرتقب، وسط تساؤلات عميقة: هل تتجه هولندا نحو مزيد من الاستقطاب السياسي؟ أم يُعيد الناخبون رسم الخارطة من جديد؟
تقرير: علا شفيع