Mask
Logo

أخبار-دولية

برنامج إيران النووي بين ضربات إسرائيل وحسابات المجتمع الدولي

2025-06-15

في عمق منشآتها النووية، وتحت غطاء الأبحاث المدنية، كانت إيران تطور سرًا ما تسميه إسرائيل "النقطة الحاسمة" في مشروعها النووي. إنها مجموعة السلاح.

تقارير استخباراتية إسرائيلية كشفت أن طهران أجرت تجارب سرية ناجحة لتطوير مكونات تفجير نووي معقدة، تشمل جهاز التفجير اللحظي، وهو العنصر الأهم في تحويل القدرة التقنية إلى سلاح فعلي.

المعلومات التي نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن إيران جنّدت نخبة من علمائها ووزعتهم على مجموعات عمل متخصصة، كل منها تولى تطوير مكون محدد في المنظومة النووية العسكرية.

تقارير صحفية أكدت أن أربعة عشر من هؤلاء العلماء قُتلوا مؤخرًا في ضربات استهدفت منشآت إيرانية حساسة.

هذا التطور تَرافق مع تقدم في الجانب الآخر من المعادلة: تخصيب اليورانيوم.

بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران اليوم نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجات مرتفعة، وهو ما يكفي لصنع نحو تسع قنابل نووية إذا تم رفع التخصيب إلى نسبة 90%.

رد طهران لم يتأخر.

عباس عراقجي، وزير الخارجية، قال إن بلاده ستواصل التخصيب بنسبة تفوق 60%، معتبرًا ذلك ردًا قانونيًا على هجمات إسرائيل، التي تُقر بصعوبة إنهاء الطموح النووي الإيراني بالقوة العسكرية فقط، مقابل إصرار تل أبيب على أن هدف الحرب هو تدمير البرنامج النووي برمته.

لكن إسرائيل، وعلى ما يبدو، لن تنتظر أكثر.

الغارات التي استهدفت منشآت أصفهان ركزت على مختبرات تحويل غاز اليورانيوم إلى معدن، وهي مرحلة أساسية في تصنيع القنبلة.

المفاجأة أن الضربات تجنبت مخزون الوقود النووي، ما أثار تساؤلات حول دوافع إسرائيل.

هل تخشى من كارثة إشعاعية؟ أم أنها تعوّل على الضغط العسكري؟ أم أن هناك تقديرات بإمكانية وقف إيران قبل بلوغ عتبة القنبلة النووية، وهو ما قد يستغرق أسابيع فقط، بحسب تقييم الاستخبارات الأميركية؟

في قلب هذه الحسابات، تتحرك المنطقة على وقع حرب جديدة.

إسرائيل وإيران تصعدان في الميدان.

والمجتمع الدولي يراقب سباقًا قد لا ينتهي عند حدود الردع، بل ربما يتجاوزها.


تقرير: صهيب الفهداوي

Logo

أخبار ذات صلة