Mask
Logo

أخبار-دولية

تجسس متبادل واعتقالات متصاعدة في معركة استخباراتية بين إسرائيل وإيران

2025-06-15

في صمت لا يخترقه سوى همسات المخابرات، تدور معركة خفية بين إسرائيل وإيران.

معركة لا تُخاض بالرصاص، بل بالعقول والعملاء.

داخل إسرائيل، اعتقل شخصان بتهمة التخابر لصالح طهران، الخصم الذي تعتبره تل أبيب تهديدًا وجوديًا واستراتيجيًا.

البيان الرسمي جاء مقتضبًا، ترافقه أوامر صارمة بمنع النشر، بينما غابت التفاصيل عن طبيعة المعلومات التي تم تسريبها أو أساليب التواصل المستخدمة.

لكن ما لم يُذكر رسميًا، هو الأهم.

إسرائيل تتهم إيران منذ هجوم السابع من أكتوبر بمحاولات تجنيد أطفال إسرائيليين عبر الإنترنت، ما أعاد ملف تجنيد العملاء إلى صدارة المشهد الأمني بين الجانبين، خاصة مع تصاعد الأحداث بين طوفان الأقصى وعملية الأسد الصاعد.

وهذه ليست سابقة.

ففي يناير 2022، أعلنت إسرائيل اعتقال خمس نساء بعد تنفيذهن تعليمات عميل إيراني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كن قد طُلب منهن تصوير مواقع أمنية مقابل مبالغ مالية.

في المقابل، تتهم طهران إسرائيل بزرع عملاء داخل أراضيها، حيث نشرت وسائل إعلام إيرانية اعترافات لأفراد تعاونوا مع جهاز الموساد، ونُسبت إليهم عمليات اغتيال وقرصنة إلكترونية، أبرزها عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في 2020، والتي رغم عدم تبنيها رسميًا، وجهت أصابع الاتهام فيها مباشرة إلى إسرائيل.

لكن لماذا هذا الصراع الخفي؟

لأن المعلومات هي السلاح الأقوى في الحروب.

الإيرانيون يسعون لخرق الداخل الإسرائيلي لمعرفة نوايا تل أبيب العسكرية وتوجهاتها الاستخباراتية، بينما يرى الإسرائيليون في العملاء داخل إيران فرصة لشل قدراتها النووية والتقنية من الداخل.

المعركة لا تقتصر على البشر، بل تشمل طائرات مسيرة مفخخة وهجمات سيبرانية متقدمة.

تقارير إسرائيلية أكدت أن الموساد أنشأ بنية تحتية سرية داخل العمق الإيراني، زود خلالها عملاءه بأسلحة دقيقة لتنفيذ عمليات من داخل الأراضي الإيرانية نفسها.

وهكذا، تستمر الحرب بين طهران وتل أبيب في الخفاء، بعيدًا عن صخب الجبهات العسكرية.

إنها معركة من نوع آخر، حيث المعلومة تعادل طلقة، والعميل قد يغير مسار الأحداث أكثر من طائرة أو صاروخ.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة