2025-06-22
الإدانات الروسية الصينية للضربات الأميركية على مواقع إيران النووية ليست كغيرها، فهي تأتي من الحليفتين الأكثر دعما لنظام طهران.
العلاقة بين الدول الثلاث التي برزت كإحدى الظواهر الجيوسياسية في عالم اليوم تطورت بشكل ملحوظ، مدفوعة بالرغبة المشتركة في كبح الهيمنة الغربية وتعزيز نظام دولي متعدد الأقطاب.
تحالف تكتيكي جمع الدول الثلاث في ظل التوترات الدولية، فبات ذا أهمية كبرى، ولا سيما مع الحرب الإسرائيلية الإيرانية الحالية.
وراء هذا التحالف تكمن نوايا الاستفادة المتبادلة، فموسكو وبكين تسعيان لاستغلال الموقع الجيوسياسي لإيران لتكون حجر عثرة يقيّد التوجهات الأميركية في الشرق الأوسط، وتحويل الصراع إلى جبهة استنزاف.
هذا ما يدفع موسكو وبكين إلى دعم طهران، خوفا من انهيار نظامها أو استبداله بآخر موالٍ للغرب، لما له من انعكاسات مباشرة على مصالحهما المتعددة، وفي مقدمتها إمدادات الطاقة.
في الوقت ذاته، تقف البلدان عند حدود التدخل المباشر في الصراع، تجنبا لصراع أوسع، لكن هذا رهن بقياسهما للوضع على الأرض، الذي ربما يفسح المجال لتموضع النفوذ الغربي في المنطقة.
المواقف الروسية الصينية الراهنة تجاه طهران تكشف هشاشة العلاقة القائمة على مصالح مؤقتة، أكثر من كونها شراكة استراتيجية متجذرة تقوم على روابط أيديولوجية متينة.
الأمر الذي يطرح تكهنات أمام مستقبل هذا التحالف في حال استمرار الضغط الغربي على طهران، وما يمثله من تحد للحليفين الشرقيين اللذين يعدّانها إحدى أكثر أدواتهما المزعزعة للتمدد الغربي في الشرق الأوسط.
تقرير: مينا مكرم