2025-10-18
تشهد الساحة الدولية اتصالات مكثفة لترتيب قمة روسية–أميركية في بودابست، خطوة تراها موسكو اختبارا عمليا لنوايا واشنطن حيال التسوية، لا سيما بعد تبادل الاتصالات بين بوتين وترامب في الأيام الماضية.
وفي الكرملين ينظر إلى اللقاء المرتقب باعتباره فرصة لإحياء قنوات التواصل المباشر، لكن ضمن حدود الحذر الدبلوماسي، فروسيا تؤكد أن أي حوار لا يمكن أن يثمر ما لم تؤخذ مخاوفها الأمنية بالاعتبار، خصوصا مع محاولات دول غربية عرقلة الحلول السلمية وفق مراقبين.
وتتزامن التحضيرات للقاء مع تصاعد الخطاب الغربي بشأن احتمال تزويد كييف بصواريخ توماهوك، ما تعتبره موسكو مؤشرا على ازدواجية الموقف الأميركي بين الدعوة للحوار ومواصلة التصعيد.
وفي الوقت ذاته، تتابع روسيا بقلق ما تصفه بالتحركات الاستفزازية في الجناح الشرقي لحلف الناتو، وتكثيف المناورات العسكرية الأوروبية في محيطها الاستراتيجي.
وفي التقدير الروسي، أوروبا لا تزال منقسمة بين من يسير بالكامل خلف واشنطن ومن يحاول التمايز عنها، لذلك تراهن موسكو على الدور الأوروبي الفردي كالمجر أو النمسا في خلق قنوات حوار واقعية، خاصة وأن بعض الأوساط السياسية في الاتحاد الأوروبي استقبلت الإعلان عن قمة بودابست بتحفظ.
لذلك يبقى الهدف الأكبر لروسيا هو وقف التصعيد وتثبيت مبدأ التوازن في الأمن الأوروبي، بما يضمن مصالح جميع الأطراف.
تقرير: أيهم القاضي