2025-06-23
في لحظة اعتبرت نقطة تحوّل في مسار التصعيد الإقليمي، دخلت الولايات المتحدة رسميا على خط المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت ثلاثًا من أبرز المنشآت النووية الإيرانية. فوردو، ونطنز، وأصفهان.
رد طهران لم يتأخر، فوزير الخارجية عباس عراقجي وصف العملية بأنها "اعتداء جسيم" وانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة.
وفي طهران، رُفعت درجة التأهب إلى أقصى مستوياتها، بينما دخل الحرس الثوري في حالة استنفار.
في هذا المشهد المحتقن، تعود ورقة مضيق هرمز إلى الواجهة.
البرلمان الإيراني أقر إغلاقه، والقرار الآن بيد المجلس الأعلى للأمن القومي.
الحرس الثوري أعلن الجاهزية للتنفيذ، في حين حذر مسؤولون أميركيون من أن إغلاق المضيق قد يشعل حربًا اقتصادية وعسكرية شاملة.
مضيق هرمز ليس ممرًا عاديًا، بل هو شريان الحياة للطاقة العالمية، تمر عبره أكثر من ثلث صادرات النفط في العالم.
أي خطوة لعرقلة الملاحة فيه ستكون رسالة نارية إلى العالم، لكنها تحمل أيضًا مخاطر الانفجار الكبير.
وفي اليمن، رفعت جماعة الحوثي من لهجتها، ووصفت الضربات الأميركية بأنها "عدوان غاشم وجبان"، مهددة باستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر، في حال توسعت رقعة المواجهة.
أما في العراق، فالوضع لا يقل خطورة.
الحكومة نددت بالضربات، ووصفتها بأنها تهديد خطير للاستقرار الإقليمي.
في المقابل، دخلت القوات الأميركية هناك في حالة تأهب قصوى، وبدأت واشنطن تنفيذ عملية إجلاء جزئي لموظفي سفارتها في بغداد.
لكن الخطر الحقيقي يكمن في الداخل العراقي، حيث توعدت فصائل مسلحة موالية لإيران باستهداف المصالح الأميركية، في وقت تبدو فيه الحكومة عاجزة عن ضبط المشهد أو تحجيم تلك الجماعات.
المنطقة إذًا تتحرك على حافة الانفجار.
هجوم أميركي مباشر، تهديدات إيرانية بالرد، ضغط على الممرات الاستراتيجية، وعودة الحلفاء الإقليميين إلى مسرح النار، كل ذلك يطرح السؤال الكبير.
هل خرج الصراع عن السيطرة؟
وهل تتحول حرب الظل الطويلة إلى مواجهة إقليمية مفتوحة؟
تقرير: صهيب الفهداوي