Mask
Logo

أخبار-دولية

جواسيس في الظل.. كيف صنعت إسرائيل إمبراطوريتها السرية

2025-06-16

عاشوا بين العرب، وسافروا في كل البلدان.

أسماء مستعارة، وهويات سرية.

أحبهم الجميع، قبل أن تُكشف حقيقتهم.

عن الجواسيس الإسرائيليين نتحدث.

منذ ستينيات القرن الماضي، لم تغير إسرائيل نهجها، بل سلكت طريقاً مغايراً للدول الأخرى، فأنشأت جهازاً أمنياً واستخباراتياً ضخماً، حتى شُبهت بدولة كل مؤسساتها تدور في فلك التجسس، وكأنها جيش يملك دولة.

من بائعة ملابس فقيرة إلى فنانة ناجحة وعملية إسرائيلية.

راشيل إبراهيم ليفي، أو كما يعرفها الكثيرون راقية إبراهيم، تصدرت قائمة الفنانات اللواتي جندتهن تل أبيب.

صاحبة التسعة عشر فيلماً، عُرفت بتعصبها للدولة اليهودية منذ صغرها، وكرهها الكبير للعرب.

اتهمت عام 1952 باغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، لكن لم يتمكن أحد وقتها من إثبات ذلك.

لتفضحها مذكراتها بعد أكثر من عشرين عاماً.

عام 1965، برز الاسم الأخطر في عالم الجواسيس... إيلي كوهين.

رجل إسرائيلي من أصول سورية، وصل إلى قلب الحكم في دمشق، متخفياً في شخصية رجل أعمال يُدعى كامل أمين ثابت.

خدع كبار الضباط والمسؤولين، ونجح في إرسال معلومات حساسة لإسرائيل، ساعدتها لاحقاً في احتلال الجولان خلال حرب 67.

ولكن، بعيداً عمّا حققه كوهين استخباراتياً، ترك بصمة كبيرة في دمشق.

حتى إن الضباط الذين وقعوا في فخه، بكوا عليه بمرارة لحظة إعدامه في ساحة المرجة، في مشهد بقي محفوراً في ذاكرة الجواسيس.

من إيلي كوهين إلى إيهود باراك، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للوزراء، وقاد بنفسه عمليات تنصت داخل سوريا وسيناء المصرية.

زرع أجهزة متطورة، وجمع معلومات قلبت موازين المعارك في حرب 67.

لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في بلاد العرب فقط، بل في قلب واشنطن.

جوناثان بولارد، محلل استخبارات أمريكي، سلّم إسرائيل آلاف الوثائق السرية.

قضى ثلاثين عاماً في السجن، بينما ظلت إسرائيل تضغط للإفراج عنه.

تقارير استقصائية كثيرة تشير إلى أن غالبية جهاز الموساد هم في الواقع جواسيس.

حتى إن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون كشف في كتابه الذي يحمل عنوان UNLEASHED أن نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع معدات تنصت في مرحاضه الشخصي عام 2017.

وبحسب التفاصيل التي ذكرها جونسون، طلب نتنياهو لقاءه في مكتبه القديم خلال زيارة له إلى المملكة المتحدة، وبعد وصوله بدقائق، استأذن للذهاب إلى الحمام المتواجد داخل ملحق سري.

وباستخدام ذكائه، أفلت من مراقبة الحرس الخاص بجونسون، ووضع معدات التنصت بأريحية.

من صناعة السلاح إلى المؤتمرات العلمية.

علاقات، هدايا، وأحياناً مخدرات ونساء، في سبيل اختراق الحليفة الكبرى.

دولة وُلدت وسط العداء، فاختارت أن تبني وجودها على شبكات من الجواسيس.

قصص كُشف بعضها... أما ما خفي، فهو أعظم.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة