2025-10-17
الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يحمل في جعبته إلى واشنطن مجموعة من الحوافز التقنية والتجارية التي تروّج لها كييف في محادثاتها مع الولايات المتحدة، وأهمها مشاركة خبرات وتصاميم الطائرات المسيّرة وخطوط إنتاج مشترك، بالإضافة إلى عروض للتعاون في الحرب الإلكترونية وبرمجيات تحكم ونماذج عملياتية تم اختبارها ميدانيا، وذلك مقابل الحصول على صواريخ توماهوك الأميركية البعيدة المدى.
وللغرض نفسه التقى زيلينسكي بمسؤولين من الحكومة الأميركية وممثلي شركات التصنيع العسكري مثل لوكهيد مارتن ورايثيون
لكن في واشنطن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تطور مفاجئ أنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست خلال أسبوعين، ما يطرح أكثر من سؤال حول كيفية تعاطي الإدارة الأميركية مع هذه الأحداث المتسارعة.
ترامب الذي يسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين دعم أوكرانيا عسكريا ومنع التصعيد مع موسكو يضع مجموعة من الشروط السياسية والتقنية على كييف للسيطرة الكاملة على مسار العملية، ويحاول الضغط على زيلينسكي للقبول بتنازلات في مناطق تسيطر عليها روسيا في صفقة كاملة لوقف الحرب مع موسكو تلاقي طريقها إلى طاولة المفاوضات في بودابست لدى لقائه نظيره الروسي.
الرئيس الروسي الذي حذر خلال مكالمة هاتفية مع ترامب من أن تسليم صواريخ توماهوك الأميركية لكييف سيضر بشكل كبير بالعلاقات بين موسكو وواشنطن يسعى إلى كسر العزلة الدولية وتثبيت مكاسب روسيا الميدانية عبر مفاوضات مباشرة مع واشنطن.
اللقاء يحمل أبعادا تتجاوز الأزمة الأوكرانية إذ يُنظر إليه كمحاولة لإعادة رسم ملامح النظام الدولي وتوازناته في وقت يتزايد فيه الانقسام بين الشرق والغرب، ونجاح هذه القمة أو فشلها سيحدد ملامح المرحلة المقبلة من الصراع العالمي.
تقرير: فادي زيدان