Mask
Logo

أخبار-دولية

سيطرة الدعم السريع على الفاشر تغيّر موازين الحرب في السودان

2025-10-28

في غرب السودان، سقطت الفاشر، المدينة التي صمدت لأشهر في وجه حصار خانق، انهارت تحت نيران المعارك، ودفعت الثمن الأكبر في حرب تبدو بلا نهاية.

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أعلن انسحاب قواته من مدينة الفاشر.

الفاشر لم تسقط في يوم، بل أُنهِكت ببطء على مدى عامين من الحصار والقصف والجوع والخوف.

المدينة اليوم بلا نبض، شوارعها تعج بالركام، وأصوات الرصاص لم تهدأ منذ أيام.

القوة المشتركة المقاتلة إلى جانب الجيش تؤكد مقتل أكثر من 2000 شخص خلال يومين فقط، معظمهم نساء وأطفال وشيوخ، تصفهم بياناتها بأنهم ضحايا مجزرة لم يشهد لها السودان مثيلاً منذ عقود.

سقوط الفاشر ليس حدثاً ميدانياً فحسب، بل نقطة تحوّل في مسار الحرب السودانية.

فالمدينة كانت آخر معقل للجيش في دارفور، وبسقوطها يسيطر الدعم السريع فعلياً على كامل الإقليم الغربي.

تحذير أميركي من سيناريو ليبي يهدد بانقسام السودان بين شرق تحت سلطة الجيش، وغرب في قبضة الدعم السريع.

وسط هذا المشهد الدموي، يقف أكثر من 250 ألف مدني في الفاشر محاصرين بين خطوط النار.

المستشفيات أُغلقت، والإمدادات الطبية نُهبت، ومياه الشرب باتت رفاهية نادرة.

منظمات الإغاثة تتحدث عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وعن خطر إبادة جماعية يلوح في الأفق إن استمر الصمت الدولي.

في ذاكرة دارفور، اسم الفاشر لا يُنسى، فهي أولى مدن الإقليم، ومهد سلطانه القديم، لكنها اليوم ترقد تحت الركام، شاهدة على حرب تلتهم ما تبقّى من السودان، لا منتصر هنا سوى الموت.


تقرير: لافا أسعد

Logo

أخبار ذات صلة