2025-06-23
طهران بلا ملاجئ، والسكان في قلب الاستهداف من دون حماية.
وسط الهجمات الجوية الإسرائيلية المتصاعدة، تفتقر العاصمة الإيرانية إلى أي بنية دفاعية حقيقية.
لا ملاجئ، ولا نظام إنذار فعّال، ولا خطة طوارئ واضحة لحماية أكثر من أربعة عشر مليون نسمة.
الناس في طهران لا يهربون إلى ملاجئ تحت الأرض، بل إلى الأقبية، والسلالم، وأحياناً لا يجدون شيئاً.
في الثمانينات، وخلال الحرب مع العراق، بنت إيران مئات الملاجئ.
لكن بعد وقف إطلاق النار عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين، توقفت مشاريع البناء، وتم تفكيك اللجان المسؤولة، وبدأت الملاجئ تُهجر واحدة تلو الأخرى.
ومع الوقت، تحولت الملاجئ إلى مستودعات أو مواقف سيارات، وفقدت وظيفتها الأصلية.
فمحطات المترو التي وُضعت في الأساس لتخدم كبديل مؤقت، لا تمتلك اليوم أبسط خدمات البقاء في حالة الطوارئ.
في المقابل، تظهر إسرائيل كنموذج أكثر تطوراً.
ففي تل أبيب، نحو تسعين بالمئة من السكان لديهم إمكانية الوصول إلى ملجأ، أو على الأقل غرفة محصنة داخل منازلهم، حيث يشترط القانون الإسرائيلي وجودها في كل بناء جديد منذ التسعينيات.
كما توجد ملاجئ جماعية في الأحياء، والمدارس، والمراكز الصحية.
لكن الحرب الأخيرة أظهرت ثغرات في الخطة اللوجستية والدفاعية الإسرائيلية.
إذ بعض الملاجئ كانت مغلقة، أو بحاجة إلى صيانة.
حتى مواقف السيارات التي تحولت مؤقتاً إلى ملاجئ، كثير منها لا تتوافر فيها تجهيزات كافية.
ما بين صمت الملاجئ المهجورة في طهران، وصخب التحديات في ملاجئ تل أبيب، تظل الحقيقة واحدة: حياة الملايين تعتمد اليوم على قرارات تُتخذ خلف الأبواب المغلقة.
تقرير: إيسامار لطيف