المشهد يزداد تعقيدا بين إيران والقوى الغربية، في ظل توتر ملحوظ يؤثر حتى الآن على إمكانية التوصل إلى اتفاق يضع حدا لهذا التأزم.

دول الترويكا الأوروبية أعادت تفعيل آلية الزناد الخاصة بفرض العقوبات الدولية مرة أخرى على طهران، في محاولة للضغط الذي ليس ببعيد عن القرار الأميركي.

إيران تعد هذه الخطوة تصعيدا سياسيا لا مبرر له، وتدرس الخيارات المتاحة أمام البرلمان، ملوحة بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

تداعيات إعادة فرض العقوبات مهولة على البلد الذي يعاني اقتصاديا، ولاسيما مع قرب الشتاء الذي يحتاج لمزيد من موارد الطاقة والمرافق الرئيسية.

"سناب باك" تأتي في هذه الفترة الحرجة في محاولة لحث طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، وهو الأمر الذي تبدي تجاهه استعدادا بشرط المناخ السياسي الملائم.

إيران تقول، على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، إنها لن تعود للتفاوض المباشر إلا على أساس المصلحة المشتركة والإنصاف في التسوية، والأساس العادل الذي يضمن لها قدرا من الاستقلالية.

هذه الشروط لا تمنع سير مفاوضات غير مباشرة عبر الوسطاء، حيث تتبادل الأطراف الرسائل نحو سعي لتمهيد الطريق إلى العودة للمحادثات المباشرة.

ذاك ما يفسر استمرار محادثات تجمع إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق تقول طهران إنه لن يكون كسابقه، في ظل اتهامها للوكالة بالتحيز السياسي.

الخيارات محدودة أمام طهران، فلا سبيل آخر سوى القبول بالتفاوض مرة أخرى، حتى وإن نفت أن يكون هذا هزيمة أو استسلاما أمام القوى الغربية، بعد الحرب الأخيرة التي ما زالت تحصد آثارها حتى الآن.

تقرير: مينا مكرم