2025-07-16
أصوات الانفجارات تعلو في دمشق. مؤسسات حكومية، مواقع عسكرية، ومراكز أمنية، تصبح أهدافًا مباشرة لسلاح الجو الإسرائيلي، ثم تمتد اليد ذاتها لتضرب عمق الجنوب، حيث السويداء، المدينة الهادئة غالبًا، والقلقة دائمًا.
وتقول إسرائيل إنها بدأت ما تسميه "هجمات مؤلمة" ضد سوريا، وفي 24 ساعة فقط شنت نحو 200 غارة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، استهدفت مواقع عدة داخل الأراضي السورية.
وفي خطوة لافتة، تستعد لنقل فرقتين عسكريتين إلى حدود الجولان، إحداهما الفرقة 98 التي قاتلت في غزة، والذريعة حماية حدودها ومنع ما تسميه "حشودًا عسكرية" جنوب سوريا، لكن الحقيقة على الأرض أكثر تعقيدًا. في السويداء انفجر الوضع فجأة، ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة، وسكان المدينة بين نيران متعددة، نيران الداخل ونيران الطائرات.
وزارة الداخلية السورية تعلن التوصل لاتفاق تهدئة، بيان رسمي يتحدث عن وقف فوري لإطلاق النار بمشاركة مشايخ العقل وعلى رأسهم يوسف جربوع الذي أكد التوصل لاتفاق بوقف المعارك بين جميع الأطراف. لكن الإجماع غائب، فشيخ العقل حكمت الهجري يرفض الاتفاق ويدعو للاستمرار في القتال، لتبقى السويداء رهينة الانقسام.
واللافت أن إسرائيل تتحدث عن "حماية الدروز" في تصريحاتها الرسمية. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يؤكد التزامه "بتحالف عميق" مع الدروز، ونتنياهو يعلن أن "الوضع في جنوب سوريا خطر" وحمايتهم أولوية.
وفي خطوة مثيرة للجدل، سمح لعشرات الدروز بعبور الحدود من الجولان نحو سوريا، وكأن الحرب تفتح باسمهم لكن دون قرار منهم.
ويراقب العالم بقلق، واشنطن تجري اتصالات متكررة مع دمشق وتل أبيب، وتقول إن العنف جنوب سوريا يهدد كل الجهود لإعادة بناء البلاد. أما تركيا، فعلى لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان، تطالب بوقف الهجمات الإسرائيلية ووقف الاشتباكات في الجنوب.
وهكذا، من فوق تضرب إسرائيل، ومن تحت تنفجر الانقسامات، وفي الوسط تقف السويداء بين نيران متقاطعة.
تقرير: صهيب الفهداوي