2025-06-16
في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، تبدو أوروبا أكثر توتراً من أي وقت مضى. وهي تراقب المشهد من موقع العاجز عن التأثير، لكنها ليست غير مبالية، الترويكا الأوروبية فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا تسعى جاهدة لاحتواء الأزمة، وتحذر من عواقب أي مواجهة عسكرية مفتوحة قد تمتد آثارها إلى عمق أوروبا نفسها.
واتخذت فرنسا، على وجه الخصوص، موقفاً واضحاً يعكس قلقاً عميقاً من التصعيد، وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد أكد أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران قد تؤدي إلى إشعال المنطقة، ودعاها إلى "العودة الفورية للمسار الدبلوماسي"، محذراً من أن تدمير المشروع النووي الإيراني بالقوة سيطلق تداعيات لا يمكن السيطرة عليها، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية جان نويل بارو.
أما ألمانيا، فقد عبّرت عن موقف متقارب، إذ شدد المستشار الألماني على أن أمن إسرائيل "غير قابل للتفاوض"، لكنه في الوقت نفسه حثّ على التهدئة، داعياً إيران إلى احترام التزاماتها النووية، وتخشى برلين أن يقود التصعيد إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، ما يعني موجة لجوء جديدة وتأثيرات مباشرة على أوروبا.
من جانبها بريطانيا تتبنّى موقفاً داعماً لإسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها، لكنها في الوقت ذاته تُحذر من تبعات الضربات التي قد تفتح الباب أمام حرب شاملة، وتؤكد على ضرورة ضبط النفس وتفعيل أدوات الضغط الدبلوماسي.
وفي المجمل، أوروبا تقف على حافة الأزمة رافضة للحرب، قلقة من النووي الإيراني، لكن دون أدوات فاعلة على الأرض.
ويبقى السؤال المطروح: هل يمكن لأي تنسيق أوروبي مشترك أن يشكّل عاملاً ضغطاً حقيقياً على إسرائيل، ويدفعها للتراجع عن التصعيد؟ لكن الواقع يُظهر أن إسرائيل لا تُصغي كثيراً لتحذيرات الأوروبيين، خاصة حين يتعلق الأمر بما تعتبره أمنها القومي. فهي تتحرك بتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة، وتتصرف أحياناً بشكل أحادي، مدفوعة بقلق متزايد من تنامي القدرات النووية الإيرانية.
تقرير: رزان السنيح