اللقاء الأول بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب منذ 6 أعوام حمل أهمية خاصة، لتزامنه مع حجم الخلافات العالقة التي تحتاج إلى حلول بين الدولتين الحليفتين في حلف الناتو.

وطالبت أنقرة برفع العقوبات الأميركية التي فُرضت عليها بسبب شراء منظومة الدفاع الروسية S-400، إضافة إلى إعادة شراكتها في برنامج طائرات F-35 والمضي قدما في صفقة طائرات F-16 والتعاون في الصناعات الدفاعية، فيما لم يستبعد ترامب إمكانية التوصل إلى حلول لهذه الملفات.

وعلى جانب آخر، شهد اللقاء بحث الاتفاقيات بين أنقرة وواشنطن في مجالات الطاقة النووية والبترول والغاز، في حين دعا ترامب نظيره التركي إلى وقف استيراد البترول الروسي للمساهمة في عزل موسكو.

وفي المقابل، دعا زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، وهو الشريك السياسي لأردوغان، إلى تشكيل تحالف اقتصادي تركي ـ روسي ـ صيني، في مواجهة ما وصفه بالتحالف الأميركي ـ الإسرائيلي "تحالف الشر".

وقد وُصفت المطالب الأميركية في أنقرة بالتعجيزية إذا وصلت إلى حد تحجيم أو قطع العلاقات مع روسيا، خاصة أن تركيا مرتبطة بشكل وثيق بالغاز الروسي، كما أن التجارة والسياحة بين البلدين بلغت مستويات يصعب الاستغناء عنها، إلى جانب تمسك السياسة الخارجية التركية بالاعتدال بين الشرق والغرب والقدرة على التواصل مع مختلف الأطراف.

ورغم الأهمية الكبيرة التي يحملها التعاون التركي ـ الأميركي في ملفات إقليمية ودولية عديدة، يرى مراقبون أن هذا التعاون لا يبدو قادرا على دفع أنقرة باتجاه الغرب في المدى المنظور، خصوصا في ظل أزمة الثقة التي تواجهها الإدارة الأميركية مع حلفائها قبل خصومها.

تقرير: عمر أحمد