2025-06-20
في مشهد يبدو وكأنه يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بالنار والرماد، تتسارع التطورات بين إسرائيل وإيران، بينما يسابق الدبلوماسيون الأوروبيون الزمن في محاولة أخيرة لتجنب اندلاع حرب شاملة قد تبتلع المنطقة.
في جنيف، يجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في أول لقاء مباشر مع وفد إيراني منذ بدء الهجمات الإسرائيلية المفاجئة على مواقع داخل إيران قبل أسبوع.
أوروبا، التي ظلت على هامش الأحداث منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، تحاول اليوم استعادة دورها كوسيط دبلوماسي عبر دعوات لإعادة إطلاق المفاوضات، ووقف فوري لإطلاق النار.
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قال إن إيران أبدت إشارات على استعدادها للحوار، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، لكن بشروط. وأضاف أن على طهران اتخاذ خطوات ملموسة لوقف أنشطتها النووية والبالستية وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ورغم رغبة الأوروبيين في تجنب التصعيد، فإن انقسامًا واضحًا يسود الموقف داخل القارة. فبينما أيد المستشار الألماني الضربات الإسرائيلية، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن المنطقة تقف على حافة حرب كبرى.
القلق الأوروبي يتجاوز الساحة السياسية، فأي توسّع في النزاع يعني إغلاق مضيق هرمز، وارتفاعًا حادًا في أسعار الطاقة، وانفجارًا جديدًا في أعداد طالبي اللجوء نحو أوروبا.
في سباق بين الدبلوماسية والنار، يبدو أن أوروبا تحاول استعادة صوتها في لحظة مفصلية، ولكن يبقى السؤال: هل تستطيع الوساطات تهدئة حرب الصواريخ؟
تقرير: صهيب الفهداوي