في محطة قد تكون مفصلية في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، تستضيف ألاسكا قمة روسية أميركية من المرجح أن تثمر عن صفقة لوقف الحرب. لكن هذه المحاولة التي تعد الأهم لوضع حد لإحدى أعقد الصراعات الحالية سبقتها جملة من الوساطات الدولية على مدى أكثر من 3 أعوام، ولم تسفر أي منها سوى عن خرق محدود في جدار الأزمة.

أولى هذه المحاولات بدأت بعد 3 أيام من اندلاع الحرب في 28 فبراير 2022، حيث بدأت روسيا وأوكرانيا مفاوضات رسمية بمبادرة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. عقد الجانبان 3 جولات من المباحثات لم تُسفر عن تقدم يذكر، باستثناء بعض الاتفاقات المتعلقة بالمجال الإنساني.

لم يُعلن عن فشل هذه المفاوضات، لكنها نُقلت في 10 مارس 2022 إلى تركيا، حيث احتضنت مدينة أنطاليا أول لقاء بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا بهدف التوصل إلى وقف الحرب، ثم استضافت إسطنبول الجولة الثانية في 29 مارس وطرحت خلالها عدة مقترحات، من بينها تجميد قضية شبه جزيرة القرم لمدة 15 عاما وإبرام اتفاقية دولية بشأن الضمانات الأمنية. وكحال سابقاتها، فشلت مفاوضات إسطنبول في إنهاء الحرب وسط اتهامات روسية لواشنطن بإطالة النزاع.

ومع توقف الحوار فعليا بشأن وقف الحرب، نجحت تركيا في 22 سبتمبر 2022 في تسهيل عملية تبادل أسرى بين البلدين. ووسط مخاوف دولية من تأثر سلاسل توريد الغذاء، نجحت روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية أممية في إبرام اتفاقية لاستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية في 22 يوليو 2022، واستمر العمل بها حتى علقتها موسكو نهائيا في 17 يوليو 2023.

ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أعيد تحريك عملية التفاوض، حيث عقدت بين شهري فبراير ويوليو 2025 لقاءات بين السعودية وتركيا ناقشت سبل إنهاء الحرب، لكن أي منها لم يسفر عن نتائج، فيما استمر تباعد مواقف روسيا وأوكرانيا بشأن شروط وقف الحرب. وخلال هذا الصراع برزت جهود إماراتية سهلت 15 عملية لتبادل أسرى الحرب.

تقرير: نادر علوش