2025-06-19
تحت جبال إيران الشاهقة، وعلى بعد 95 كيلومتراً جنوب غرب طهران، بالقرب من محافظة قم، تختبئ منشأة فوردو النووية داخل شبكة أنفاق عميقة تمتد لنحو 800 متر تحت الأرض في قلب قاعدة عسكرية بجبل شورباغ.
تم بناء هذه القلعة تحت الأرض في النصف الثاني من عام 2007، لكن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن العمل بها بدأ بين عامي 2002 و2004، واستمر تطويرها منذ عام 2006 في سرية تامة، بعيداً عن أعين العالم.
فوردو ليست منشأة عادية، بل حصن مجهز بأحدث أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية، مصمم لمقاومة أقوى الهجمات الجوية التقليدية، ما يجعلها من أكثر المنشآت النووية تحصيناً في العالم.
تضم قاعتين محصنتين لتخصيب اليورانيوم، مزودتين بـ 16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وفق تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سمحت بتفتيشها لأول مرة في أكتوبر 2009، ومنذ ذلك الحين زارتها عدة مرات.
تُعد فوردو مركزاً حيوياً في برنامج إيران النووي، حيث تلعب دوراً رئيسياً في تخصيب اليورانيوم بدرجات عالية تُستخدم في الأبحاث وتطوير القدرات النووية، كما تخفي مرافق عسكرية متقدمة وأجهزة دعم تكنولوجي تابعة للحرس الثوري.
تعرضت المنشأة لعدة محاولات استهداف إسرائيلية خلال التصعيد الأخير، أو فيما مضى سيبرانياً. ولكن اليوم، تضغط إسرائيل على أميركا لاستخدام قنبلة GBU-57 الخارقة، التي تزن 30 ألف رطل وقادرة على اختراق 200 قدم من الصخر. وهي القنبلة الوحيدة التي تمتلكها القوات الجوية الأمريكية لهذا الغرض، لكنها لم تُستخدم بعد.
وفي ظل هذا التوتر، يبقى مصير منشأة فوردو النووية على المحك، محاطاً بقلق عالمي من أن أي تصعيد جديد قد يشعل صراعاً يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.
تقرير: مالك دغمان