2025-06-05
في ذروة انشغالها بالحرب في أوكرانيا، تلوّح موسكو بدور غير تقليدي، وسيط بين واشنطن وطهران في الملف النووي الإيراني.
وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما نقل الكرملين بعد اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، حمل بعدًا استراتيجيًا، فهو لا يقتصر على تقريب وجهات النظر فحسب، بل يفتح نافذة لتبادل التنازلات في ملفات شائكة، من العقوبات إلى تسوية النزاع الأوكراني.
وأبدى ترامب انفتاحًا على دور روسي في المفاوضات النووية، رغم خلافاته العلنية مع بوتين بشأن أوكرانيا.
المفارقة أن تقاطع المصالح قد يُفضي إلى مشهد دبلوماسي مغاير، حيث تتلاقى رغبة ترامب في حل سريع مع تطلع بوتين إلى تعزيز نفوذه الإقليمي والدولي.
وتستثمر روسيا شراكتها الوثيقة مع إيران، خاصة في التعاون العسكري والاقتصادي، لتضع نفسها كجسر محتمل للتسوية، حيث تترقب طهران زيارة بوتين في الأيام المقبلة.
لكن قدرة موسكو على تليين الموقف الإيراني تبدو محدودة، خصوصًا بعد خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي الأخير، الذي جدّد فيه تمسكه بحق التخصيب، ورفض الطرح الأميركي بوصفه عبثًا حول إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج إيران.
ورغم التصعيد الإيراني، لم تُغلق طهران باب التفاوض نهائيًا، وفي ظل مأزق اقتصادي داخلي وضغوط غربية مستمرة، قد تُعيد الوساطات الروسية أو العمانية تحريك المسار المتعثر.
لكن حتى ذلك الحين، يظل الجمود سيد الموقف، ما لم يُعاد رسم التوازنات بمفاجأة دبلوماسية غير متوقعة.
تقرير: علي الموسوي