2025-06-14
بعد كل هذا الصبر انفجر البركان، ضربة إسرائيلية تشعل طهران، الاسم: الأسد الصاعد، والهدف: المنشآت النووية، أما الرسالة: لم يعد في الوقت متسع.
لم تكن هذه حربًا مفاجئة، بل نتيجة حسابات بدأت تتراكم منذ سنوات، وبلغت ذروتها عندما قال نتنياهو: إذا لم نتحرك الآن فلن نستطيع أبدًا.
ولم تمر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرور الكرام، إذ أدان مجلس محافظي الوكالة إيران للمرة الأولى منذ 20 عامًا، باتهامات عدم التعاون، ومواقع مخفية، وتخصيب يتجاوز المسموح بأربعين ضعفًا.
لكن الرواية لم تكتمل بعد، فطهران ردت بصفعة من نوع مختلف، وثائق سرية قالت إنها هربت من عمق إسرائيل، اتهمت فيها مدير الوكالة رافائيل غروسي بالتنسيق مع تل أبيب منذ 2016 لتشويه البرنامج النووي الإيراني وتلميع الترسانة النووية الإسرائيلية التي لا يعترف بها أحد.
وفي قلب الضربات لم تمس فقط منشآت طهران، بل مست الكرامة الإيرانية، المنشآت احترقت، القيادات استهدفت، ووسائل الإعلام الإيرانية أعلنت امتلاك آلاف الوثائق عن البنية التحتية الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
اختارت طهران الصبر، لكن ما جرى في الميدان أثبت أن الانتظار لم يكن استراتيجية بل مجازفة أودت بتوازن القوى، والنتيجة واضحة اليوم، الحلفاء الذين شكلوا يومًا خطوط الدفاع الأولى، إما تراجعوا أو جرى تحييدهم بصمت.
وفي الخلفية بات الأمر واضحًا، إيران خسرت الحرب منذ أن صمتت على سحق حلفائها، فتحولت من اللاعب إلى الهدف.
واليوم، النار لم تعد أداة تهديد بل وسيلة تفاهم، وإيران التي اعتادت أن تراقب رقعة الشطرنج من الأعلى، وجدت نفسها بيدقًا على رقعة العدو، فالدخان لم يكن مجرد غبار معركة، كان إعلانًا بأن زمن الانتظار انتهى.
تقرير: علي حبيب