2025-05-23
في خضم الحرب المتواصلة على غزة، تتعمق أزمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخليًا وخارجيًا، وسط تصاعد الضغوط السياسية والانتقادات الدولية، وآخرها جدل حاد حول تعيينات أمنية حساسة.
وفجّر إصرار نتنياهو على تعيين مرشحه المفضل لرئاسة جهاز الشاباك انقسامات داخلية واسعة، واعتُبر من قِبل معارضيه محاولة للسيطرة المباشرة على مفاصل الأمن في وقت بالغ الحساسية سياسيًا وميدانيًا.
ولم تتأخر ردود الفعل داخل إسرائيل، حيث تصاعدت التظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى، وسط هتافات تطالب بوقف الحرب ورحيل الحكومة، بينما يتعمق الانقسام حتى داخل صفوف الائتلاف الحاكم.
خارجيًا، اختار نتنياهو الهجوم بدل التهدئة، بعد أن وجّهت بريطانيا وفرنسا وكندا انتقادات لاذعة للأوضاع الإنسانية في غزة، واتهم هذه الدول بازدواجية المعايير، معتبرًا أنها تتجاهل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
في هذا السياق، كشفت شبكة "سي إن إن" عن معلومات استخباراتية تفيد بأن إسرائيل تستعد لشن ضربة على المنشآت النووية الإيرانية، تحرّك وصفته مصادر أميركية بالتصعيد الخطير، وقد يقود إلى اندلاع صراع إقليمي واسع.
وفي خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لحشد الدعم الرمزي في ظل برود العلاقة مع الإدارة الأميركية، أجرى نتنياهو اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على خلفية مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، الحادث الذي لا تزال ملابساته غير واضحة.
ودفعت الضغوط التي يواجهها نتنياهو إلى تقديم ما يمكن وصفه بالتنازلات بهدف امتصاص الغضب الإسرائيلي والدولي، تمثلت بالسماح بإدخال مواد غذائية إلى قطاع غزة المحاصَر وتأكيده بناء مناطق آمنة لتوزيع المساعدات، أولها يرى النور قريبًا، كما بدا نتنياهو منفتحًا على قبول هدنة مشروطة بإطلاق سراح الرهائن بيد حماس.
وبين ازدياد عزلته الدولية وتنامي الغضب الداخلي، يبدو أن نتنياهو لا يقاتل فقط في غزة، بل يخوض معركة وجودية داخل إسرائيل.
تقرير: صهيب الفهداوي