2025-06-22
هنا لندن... إنها أكثر من مجرد عاصمة أوروبية قلقة من أخبار المواجهة المستعرة بين إسرائيل وإيران، إنها جغرافيا تقع عند منتصف الطريق بين واشنطن على الضفة الأخرى من الأطلسي والشرق الأوسط، الإقليم البعيد الذي لا يهدأ فيه الصراع. الآن يحاول البريطانيون أيضا أن يجدوا لموقفهم موقعا في ذلك المنتصف...
ذلك ما يجتهد المسؤولون البريطانيون في البحث عنه في اجتماع حكومي طارئ جديد، محاولة خفض التصعيد، اللازمة التي كررها بعد تنفيذ الضربة الأميركية على المنشآت النووية رئيس الوزراء البريطاني، ولكن هذه المرة بلهجة أخرى:
طالما كانت لدينا مخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكنا واضحين جدا بأن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا. وقد اتخذت الولايات المتحدة الآن إجراءات لتخفيف هذا التهديد. ومن المهم الآن أن نقوم بتهدئة الوضع وتحقيق الاستقرار في المنطقة وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات. وقد تحدثت مع القادة الدوليين هذا الصباح لتحقيق هذه الغاية.
خط اتصال مفتوح إذًا، وموقف بريطاني يتفهم القرار الأميركي بالتصعيد، ولكنه يأخذ مسافة منه أيضا...
بدأت تتواتر تصريحات المسؤولين البريطانيين في الساعات اللاحقة لتنفيذ الضربة الأميركية، في محاولة لشرح ماذا يعني أن يساند البريطانيون الأميركيين، وماذا يعني أن لا ينخرطوا في المواجهة... يجيب وزير التجارة البريطاني على أسئلة الصحفيين بحرص الراغب في رفع كل لبس:
الولايات المتحدة أخبرتنا مسبقا بعزمها تنفيذ الهجوم، لكننا لم نشارك في تنفيذها بأي شكل من الأشكال، رغم ذلك نحن نتحضر لكل الاحتمالات، ونحاول حماية رعايانا ومصالحنا في مناطق التماس والتوتر.
هنا بين الولايات المتحدة وبريطانيا أكثر من مجرد تعاون حربي، في هذه القواعد العسكرية في أكثر من منطقة في الشرق الأوسط، العتاد والخطط والرؤى تشتبك وتتقاطع... يرى كثر أن هذا الموقع الاستراتيجي لبريطانيا في علاقتها بالأميركيين يمكن البناء عليه الآن...
ذلك فيما يبدو ما لا تتردد الآن حكومة ستارمر في استثماره بأكثر من طريقة... قبل أيام في واشنطن، كان وزير الخارجية البريطاني ناقل رسائل بين أكثر من جهة، الإيرانيون، الشركاء الأوروبيون، والحلفاء القلقون أيضا في الإقليم...
في هذه الصور أيضا، من قمة مجموعة السبع، الجدل الذي دار بين ترمب وقادة أوروبيين آخرين، استحال عبارات ود ومجاملة مع ستارمر، الحليف الذي يمكن أن تثق فيه أميركا ربما للوساطة، الحليف القادر على التقاط الرسائل وخدمة مصالح واشنطن كما قد لا يفعل آخرون، حين يطلب منهم الرئيس الأميركي الاصطفاف دون تردد في وجه الإيرانيين.
تقرير: سارة عبدالجليل