2025-06-15
لم تولد الصواريخ الإيرانية من رماد الحرب، بل من رحمها، فبعد ثماني سنوات من الصواريخ العراقية التي انهالت على طهران، قررت إيران أن تبني ترسانتها الصاروخية، اشترت من ليبيا، ونسخت من كوريا الشمالية، وسربت التقنية من الصين، فولد شهاب، ورفعت رأسها للمدى البعيد.
صواريخ متوسطة، ثم طويلة، ثم حديث عن سرعات تفوق الصوت، لتمتلك طهران اليوم واحدة من أضخم الترسانات الباليستية في الشرق الأوسط تقدر بـ 3,000 صاروخ، لكن الوقود ظل العقدة الأكبر.
وقالت تقارير غربية إن صدمة ميناء بندر عباس طالت خزانات وقود استراتيجية، وأمام النقص لم تجد إيران مفرا من بكين، فطلبت منها صفقة خاصة ليس لشراء صواريخ، بل لشراء ما يشغلها.
ولا شيء ينفد بسرعة كالمخزون الاستراتيجي حين يتحول إلى دخان، والجبهة التي تشتعل كل ليلة قد لا تترك للنهار شيئا سوى العتمة، فالصواريخ التي تطلق بالتقسيط تحفظ الإيقاع لكنها لا تغير النتيجة، والضربات المركزة تترك أثرا لكنها لا تحسم حربا.
وإيران تناور، فترفع الوتيرة، تحاول أن تبقي الخط ساخنا دون أن تحترق، لكن الحسابات لا ترحم، فالصواريخ تطلق ولا تعود، والمخزون يستهلك.
لا هدنة في الأفق، ولا ضربة قاضية تنهي المشهد، بل وتيرة محسوبة تبقي الصراع مشتعلا دون أن ينفجر، لتبقى إيران في الميدان، لكن على عتبة الإنهاك، في حرب مفتوحة تنفجر فيها الصواريخ على دفعات، فتستنزف الأعصاب قبل العتاد.
تقرير: علي حبيب