في الجنوب السوري ظلت السويداء لسنوات بعيدة عن خطوط النار المباشرة لكنها لم تكن بعيدة عن الاحتقان تحت السطح.

تراكمت التوترات الاجتماعية والطائفية والاقتصادية وبعد أشهر من التوازن الهش بين مكونات المحافظة جاء الانفجار لتندلع اشتباكات عنيفة بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، أوقعت عشرات القتلى والجرحى وفق مصادر محلية وحقوقية.

وزارتا الداخلية والدفاع دفعتا بتعزيزات إلى المنطقة في محاولة لاحتواء الاشتباك الذي بات يهدد بنقل الفوضى إلى عمق الجنوب السوري، لكن المسألة وفق مراقبين ليست فقط أمنية فإسرائيل أعلنت استهداف دبابات سورية في المنطقة لم توضح السبب لكنها قالت إن العملية دفاعية، ليخرج الجيش الإسرائيلي في بيان جديد ويؤكد عدم السماح بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا.

وتزامن التصعيد الميداني مع توتر سياسي متصاعد بين دمشق وتل أبيب وسط حديث عن تعثر أي مفاوضات حول تطبيع محدود تصر فيه إسرائيل على البقاء في الجولان.

لتقف السويداء اليوم على تقاطع أزمات: خلافات داخلية متفجرة وانهيار في الثقة بين السلطة والسكان وتدخل إسرائيلي مباشر في اللحظة التي بدت فيها الخارطة السورية تتجه إلى الهدوء.

تقرير: علي حبيب