تحت أشعة الشمس القاسية، تجلس سيدة مكلومة وسط حشد من الأمهات والأطفال، وهي تصف اللحظة التي اقتحم فيها رجال قوات الدعم السريع مخيم زمزم للنازحين في دارفور، حيث نهبوا وأحرقوا المنازل، بينما كانت القذائف تتساقط والطائرات المسيّرة تحلق في سماء المنطقة.

استولت قوات الدعم السريع بعد عامين من صراعها مع الجيش السوداني على المخيم الضخم في شمال دارفور قبل أسبوع، في هجوم تقول الأمم المتحدة إنه أسفر عن مقتل ثلاث مئة شخص على الأقل، وأجبر أربع مئة ألف على الفرار.

جماعات إنسانية ندّدت بالغارة التي وصفتها بالهجوم الموجّه على المدنيين الذين يواجهون بالفعل المجاعة، لكن قوات الدعم السريع نفت الاتهامات بارتكاب فظائع، وقالت إن المعسكر يُستخدم قاعدة من قبل القوات الموالية للجيش.

الاستيلاء على زمزم يأتي في الوقت الذي تحاول فيه قوات الدعم السريع تعزيز سيطرتها على منطقة دارفور، للتمكن من تشكيل حكومة موازية لتلك التي يسيطر عليها الجيش، الذي تمكن مؤخرًا من استعادة السيطرة على العاصمة الخَرطوم.

تقرير: مينا مكرم