2025-04-21
يعد سكان مدينة بيرنيهات الصناعية، الواقعة في ولايتي آسام وميغالايا شمال شرق الهند، من أكثر السكان الذين يعانون من أمراض، حيث يقول الأطباء إنها مرتبطة بمستويات التلوث المرتفعة.
وأفادت هيئة مراقبة جودة الهواء السويسرية (آي كيو إير) أن متوسط تركيز الجسيمات العالقة في بيرنيهات لعام 2024 بلغ أكثر من 128 ميكروغرامًا لكل متر مكعب، أي أكثر من 25 ضعف المستوى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية، حيث إن الجسيمات العالقة صغيرة جداً بما يكفي لاستنشاقها عميقًا في الرئتين، ما يشكل مخاطر صحية كبيرة.
وأظهرت تقارير بيانات حكومية أن عدد حالات الإصابة بالعدوى التنفسية في المنطقة ارتفع إلى 3700 حالة في عام 2024، بالمقارنة مع 2000 حالة في عام 2022.
ويقدّر أحد الأطباء الذين يعملون في مركز بيرنيهات للرعاية الصحية الأولية، أن ما يقرب من 90% من المرضى، من البالغين والأطفال، يأتون بأعراض السعال ونزلات البرد، مما يجعل مشاكل الجهاز التنفسي هي الشاغل الرئيسي.
ويؤكد سكان المنطقة أن الهواء السام لا يسبب مشاكل تنفسية فحسب، بل يسبب أيضًا طفحاً جلديًا وتهيجاً للعينين، إضافةً إلى الحد من الأنشطة اليومية، بما في ذلك تجفيف الملابس في الهواء الطلق.
ويقول أحد المزارعين إن كل شيء في المنطقة المحيطة تحول إلى اللون الأسود، حتى المحاصيل الزراعية، ملقياً باللوم على المصانع الجديدة في تدهور جودة الهواء، مضيفًا أن المزارعين لم يعودوا قادرين على زراعة أي شيء، ولا يمكنهم حتى البقاء في الداخل.
وعلى عكس المناطق الأخرى في الهند التي تشهد ارتفاعات في التلوث في فصل الشتاء، تظل جودة الهواء في بيرنيهات سيئة على مدار العام.
وتعكس محنة بيرنيهات البيئية قضية التلوث الأوسع في الهند، حيث يؤدي النمو الصناعي السريع إلى تقويض الضمانات البيئية، مما يؤثر على المدن والبلدات الأصغر حجمًا.
تقرير: فادي زيدان