2025-08-23
أهم سؤال يطرح على الطبيب: هل بالإمكان التعافي من سوء التغذية الشديد؟ وكيف يمكن إنقاذ الطفل؟ ففي غزة، يصارع الأطفال المرض والمجاعة بصمت، بأجساد نحيلة وبطون منتفخة، وأمهات لا يملكن سوى الدعاء.
كريم، طفل في الثالثة من عمره، يعاني من مرض نادر يدعى متلازمة فانكوني، وهو مرض يهاجم كليتيه وأمعاءه ويمنع جسده من امتصاص الغذاء المفقود أساسا في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، بل في كل غزة.
لكن كريم ليس استثناء، فمئات الأطفال يعانون من الهزال الشديد، وهو أخطر أشكال سوء التغذية، وأجسادهم الضعيفة لا تقوى على مقاومة أي مرض، ولا حتى على البكاء.
ومنذ أكتوبر 2023، توفي 269 شخصا بسبب الجوع، بينهم 112 طفلا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينما تؤكد تقارير الأمم المتحدة أننا أمام سباق مع الزمن، إذ يواجه 300 ألف طفل خطر الموت جوعا، في ظل ندرة الغذاء العلاجي والدواء الضروري لبقائهم على قيد الحياة، بينما الأكل والأدوية عالقة خلف الحصار.
ويعاني ثلث سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، بحسب برنامج الغذاء العالمي، ومع حلول الشهر المقبل يتوقع أن تتسع رقعة المجاعة لتشمل مناطق جديدة، أبرزها خان يونس ودير البلح.
في المقابل، تتصاعد الاتهامات السياسية، فإسرائيل تكذب الواقع المأساوي وتتهم حماس بنهب الإمدادات، فيما وصف ترامب ما يحدث بأنه تجويع حقيقي لا يمكن إنكاره.
وأمام هذا المشهد، يبقى الجوع والموت هما الحاضران الوحيدان في غزة ما لم يتحرك العالم لإنقاذ حياة الأبرياء.
وفي جلسة أممية مؤلمة، لم يتمالك ممثل فلسطين في الأمم المتحدة دموعه وهو يصف معاناة الأطفال، مؤكدا أن ما يحتاجونه ليس معجزة، بل حقهم في الغذاء والدواء والحد الأدنى من حقوق الإنسان.
تقرير: حذام عجيمي