Mask
Logo

أخبار-عربية

إفريقيا تبحث عن موقعها في الثورة الصناعية الرابعة

2025-09-16

في زمن تتسارع فيه خطى البشرية نحو المستقبل، تقف بلدان جنوب الكرة الأرضية على مفترق طرق، بين ماض أثقلته التحديات وحاضر ينادي بالتغيير، تشرق بارقة أمل في الأفق بدور القوى الثلاث: العلوم والتكنولوجيا والابتكار. ثلاثية النور التي قد تنير درب التنمية وتمهد لمستقبل أكثر عدالة وأكثر إشراقا، حيث لا تزال الأيدي تبني والعقول تحلم، ينبض الأمل في مختبر صغير، في فكرة شابة، أو في شراكة عابرة للحدود.

وقد جاء 16 سبتمبر من كل عام ليحيي هذا التوجه، إذ تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للعلم والتكنولوجيا والابتكار لبلدان الجنوب، وهو يوم أقرته الجمعية العامة في يناير 2024 ليكون اعترافا عالميا بدور هذه القوى الثلاث في بناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة للجنوب العالمي.

ويستلزم تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 بذل جهود بحثية وتطويرية مكثفة لمعالجة التحديات العالمية المعقدة مثل الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ والأوبئة. وعلى الرغم من ارتفاع الإنفاق العالمي على البحث والتطوير إلى نحو 2.5 تريليون دولار في عام 2022، فإن الاستثمار لا يزال يتركز في البلدان المتقدمة والصين تحديدا، مع تخصيص موارد محدودة لبلدان جنوب الكرة الأرضية.

ورغم التقدم الكبير في العالم، لا تزال الفجوة الرقمية والمعرفية بين الشمال والجنوب تتسع. ووفقا لأرقام عام 2022 بحسب الأمم المتحدة، استحوذت الدول ذات الدخل المرتفع على 77 في المئة من الإنفاق العالمي على البحث والتطوير، في حين لم تساهم الدول ذات الدخل المنخفض إلا بـ0.3 في المئة.

وفي العام نفسه، ارتفع عدد الباحثين في مجال الصحة في البلدان ذات الدخل المرتفع بمقدار 59 مرة عن نظرائهم في البلدان ذات الدخل المنخفض، ولم تذهب إلا 0.2 في المئة من المنح البحثية في مجال الصحة إلى هذه البلدان. والأسوأ أن الأمراض المدارية المهملة التي تضرب الفقراء لا تحظى إلا بـ0.5 في المئة من المنتجات الصحية المخصصة عالميا.

واليوم في إفريقيا، التي فاتتها الثورات الصناعية الثلاث، يبرز تحد وجودي في اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة، ولن تتحقق الاستفادة من الثورة الرقمية وتعزيز الابتكار من دون استثمارات حقيقية في التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا وبناء قدرات الشباب، ففي عالم يتغير بسرعة، لا مكان للانتظار، فالجنوب لا يريد أن يترك خلف الركب، بل يطمح إلى أن يكون شريكا كاملا في صنع الغد.


تقرير: حذام عجيمي


Logo

أخبار ذات صلة