2025-09-16
الضربات الإسرائيلية على قطر أثارت القلق والتوجس ليس في الدوحة فحسب، بل لدى قادة الخليج بأسره، فهذا التكتل الإقليمي الذي يتعاون مع الدفاع الأميركية منذ عقود، يجد نفسه وحيدا في مواجهة هجوم إيراني تارة وإسرائيلي تارة أخرى.
وقد استدعى الأمر وقفة مشتركة لقادة الخليج في القمة العربية الإسلامية الطارئة، حيث دعوا إلى عقد قمة دفاعية في الدوحة يسبقها اجتماع عسكري لبحث الردع الخليجي.
ويُنتظر أن يركز الاجتماع المرتقب على تعزيز الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التهديدات، في ظل استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سياساته الاستفزازية بحسب وصفهم.
ويشير هذا الاستنفار الخليجي إلى احتمال تغير العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، في وقت كانت الأخيرة تتباهى فيه بضم عدد من أنظمتها إلى الاتفاق الإبراهيمي والتطبيع معها.
لكن المعضلة الأكبر بالنسبة لدول الخليج تبقى في طبيعة العلاقة مع واشنطن، التي تحاول إظهار جهلها بالتحركات المفاجئة لإسرائيل مكتفية بإبداء انزعاجها.
والموقف الأميركي حيال ما تعرضت له قطر يثير تساؤلات حول مدى التزام واشنطن بمساعدة المنطقة الخليجية، في ظل فرضية التحول الأميركي نحو آسيا، رغم الصفقات التجارية الضخمة التي يوفرها الخليج.
وفي حال لم يعد الخليج ضمن أولويات البيت الأبيض، فإن الخيارات ليست كثيرة أمامه، فإما التوجه نحو روسيا والصين، أو محاولة تطوير استراتيجية دفاع داخلي مشترك بين دوله.
تقرير: مينا مكرم