Mask
Logo

أخبار-عربية

السويداء تتحول إلى بؤرة توتر محلية وإقليمية في جنوب سوريا

2025-07-14

كلما ظنت سوريا أنها تخطو نحو التعافي تعود لتنزف من جديد ومن الجنوب هذه المرة عادت السويداء إلى واجهة المشهد، حيث النار ترقد تحت الرماد قبل أن تشتعل مجددًا باشتباكات دامية تكشف خطورة الفراغ السياسي والعسكري.

فعلى مدى اليومين الماضيين تحولت السويداء إلى مسرح لاشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وأخرى من العشائر البدوية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، واُستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة على نطاق غير مسبوق.

اشتباكات ليست الأولى بين الدروز والبدو بل كانت حاضرة إبان حكم النظام السابق، وروايات متضاربة حول أسباب الاشتباكات الأخيرة لكن وزارة الداخلية السورية تحدثت عن توترات متراكمة بدأت بحادثة سلب تلتها عمليات خطف متبادل ما لبثت أن انفجرت في موجة عنف خرجت عن السيطرة. 

حتى الجيش السوري لم يكن بمنأى إذ فقد ستة من جنوده في كمين نصبته مجموعات مسلحة درزية أثناء محاولتهم فض الاشتباك الأمر الذي اعتبرته الداخلية غدرًا، لكن ما جرى لم يكن حادثًا معزولًا بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من التوترات المتصاعدة في محافظة اعتادت أن تدير أمنها الداخلي بفصائل محلية.

هذا الواقع الأمني غير المستقر تكرس بفعل غياب الدولة لكن الرئاسة الروحية للدروز أعلنت بوضوح منذ سقوط الأسد رفضها دخول أي جهة أمنية إلى المنطقة بما فيها هيئة تحرير الشام التي اتهمتها بالمشاركة في قصف قرى حدودية إلى جانب مجموعات متشددة لكنها وبعد التطورات الأخيرة أصدرت بيانًا ربما يقرأ على أنه مسار للتهدئة قالت فيه إنها مع القانون وسيادة الدولة.

وزراتا الدفاع والداخلية شددتا على ضرورة فرض سلطة الدولة، ورغم حساسية الموقف سعت الدولة السورية إلى احتواء التصعيد عبر نشر وحدات عسكرية وتأمين ممرات آمنة للمدنيين، كما شدد وزير الداخلية أنس خطاب على ضرورة فرض سلطة الدولة ودعا إلى ضبط النفس وتفعيل مسارات المصالحة المحلية.

لكن اللافت أن هذه الدعوات تأتي في توقيت حرج تحاول فيه الحكومة السورية الجديدة أن تثبت قدرتها على بسط السيطرة وتحقيق الاستقرار في المناطق التي طالها التفكك، وإن كانت الأزمة داخلية في جوهرها فإن التدخل الإسرائيلي منحها بعدًا إقليميًا إضافيًا.

فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن جيش الاحتلال استهدف مواقع داخل سوريا كإنذار للنظام على حد وصفه مؤكدًا أن بلاده لن تسمح بأي مساس بطائفة الدروز وهو تصريح ربما يتعلق برغبة تل أبيب في إرضاء دروز إسرائيل، وهكذا تتحول السويداء تدريجيًا من محافظة مهمشة إلى نقطة التقاء لحسابات محلية وإقليمية معقدة لكن الساعات القادمة ربما تحسم المشهد.


تقرير: صهيب الفهداوي


Logo

أخبار ذات صلة