2025-10-27
يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته الآسيوية الثانية وسط اهتمام دولي متزايد، إذ تحمل هذه الجولة أبعادا اقتصادية واستراتيجية قد تعيد رسم ملامح العلاقات بين القوى الكبرى في المنطقة.
وتشكل اليابان المحطة الثانية في هذه الجولة بعد زيارة ترامب لماليزيا، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى إعادة التوازن في علاقاتها مع شركائها الآسيويين ومواجهة التحديات المتزايدة من جانب بكين وموسكو وبيونغ يانغ على حد سواء.
وجاءت زيارة اليابان محمّلة بدلالات رمزية واستراتيجية واضحة، حيث استُقبل ترامب في القصر الإمبراطوري بطوكيو من قِبل الإمبراطور ناروهيتو في مشهد جسّد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
وقد عكس اللقاء بين الزعيمين دفئا دبلوماسيا وتأكيدا على متانة التحالف الأميركي–الياباني الذي يُعد ركيزة أساسية للأمن الإقليمي في آسيا والمحيط الهادئ.
أما لقاء ترامب برئيسة الوزراء اليابانية المعينة حديثًا ساناي تاكايتشي فيأتي في إطار بحث ملفات التجارة الحرة والتعاون الدفاعي ومواجهة النفوذ الصيني المتزايد في بحر الصين الجنوبي.
أما اللقاء المحتمل بينه والرئيس الصيني شي جين بينغ فيأتي وسط توقعات بإمكانية التوصل إلى تفاهم مبدئي لإنهاء الحرب التجارية بين البلدين.
فبينما يسعى ترامب لحماية الصناعات الأميركية، تأمل بكين في تخفيف القيود الجمركية المفروضة عليها، مما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي المشروط.
في المقابل، أبدى ترامب انفتاحه على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لاستئناف الحوار النووي، في حين وجّه انتقادات حادة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد إعلانه اختبار صاروخ نووي، معتبرًا ذلك تهديدًا للأمن الدولي.
وهكذا، تعكس جولة ترامب الآسيوية مسعى أميركيًا لإعادة ترسيخ النفوذ في القارة وموازنة القوى الكبرى، في لحظة مفصلية من التحولات الجيوسياسية نحو نظام عالمي أكثر تعددية.
تقرير: فؤاد مشيك