خرير مياه سد النهضة، في لحظات الهدوء هذه باعث على الطمأنينة والهدوء في إثيوبيا، إذ تعتبره نجاحا آخر في خططها لتطوير مصادر الطاقة وتنويعها خصوصا بعد اكتمال المشروع مطلع يونيو الجاري كأكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا..

لكنه مسار المشروع منذ إطلاقه عام ألفين وأحد عشر ظل مصدر قلق لدولتي المصب إذ أنه رغم تطمينات أديس أبابا مازال ملايين السودانيين يعتبرونه تهديدا مباشرا بالغرق وتراه مصر تهديدا وجوديا للملايين من المزارعين ولأمن البلد المائي.

آخر الداخلين على خط الأزمة المتجددة منذ أزيد من عقد كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ وعد في تصريحات حضرها الأمين العام للناتو بحل الخلافات بين الجارتين، بعد أن كشف قبل ذلك أن الأموال الأميركية كانت وراء تشييده بعد سنوات من العجز الإثيوبي عن الوصول للتمويل.

الرد المصري على لسان السيسي ثمن الموقف الأميركي، إذ رأى فيه فرصة قد تفضي لتفاهم يأتي على الخلافات التي أعقبت ما اعتبرته القاهرة فرضا للأمر الواقع من قبل أديس أبابا.

أزمة سد النهضة مرت بمراحل وصلت في حدتها للتهديد بالخيار العسكري، إذ تعتبر مصر والسودان أنها وجودية، والمسعى الأميركي الحالي يراه كثيرون في إطار مساعي ترامب للحصول على ملفات تدعم ترشحه لنوبل للسلام بعد حل أزمة مشابهة استخدم فيها نهر السند بين باكستان والهند كسلاح حرب، ما يدفع المزيد من الأطراف الدولية للسعي دون تدهور المسار التفاوضي لحال يصب الزيت على النار المشتعلة في المنطقة قد يتوسع صداه ليعم العالم.

تقرير: إبراهيم العادل